معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ} (36)

قوله تعالى : { أم خلقوا السماوات والأرض } فيكونوا هم الخالقين ، ليس الأمر كذلك . { بل لا يوقنون* }

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ} (36)

ثم خصص من الأشياء { السماوات والأرض } لعظمها وشرفها في المخلوقات ، ثم حكم عليهم بأنهم { لا يوقنون } ولا ينظرون نظراً يؤديهم إلى اليقين .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ} (36)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أم خلقوا السماوات والأرض} يعني أخلقوا السماوات والأرض؟

ثم قال: {بل} ذلك خلقهم في الإضمار بل {لا يوقنون} بتوحيد الله الذي خلقهما أنه واحد لا شريك له...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"أمْ خَلَقُوا السّمَوَاتِ والأرْضَ" يقول: أخلقوا السموات والأرض فيكونوا هم الخالقين، وإنما معنى ذلك: لم يخلقوا السموات والأرض. " بَلْ لا يُوقِنُونَ" يقول: لم يتركوا أن يأتمروا لأمر ربهم، وينتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى لأنهم خلقوا السموات والأرض فكانوا بذلك أربابا، ولكنهم فعلوا لأنهم لا يوقنون بوعيد الله وما أعدّ لأهل الكفر به من العذاب في الآخرة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{أم خلقوا السماوات والأرض} أي يعلمون أنهم لم يخلقوهما.

وقوله تعالى: {بل لا يوقنون} يخرّج على وجهين:

أحدهما: أن ما يقولون إنما يقولون على الظن لا على اليقين.

والثاني: {بل لا يوقنون} أي لا يصدّقون، وذلك في قوة علم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون. فإن كان التأويل هذا ففيه دلالة إثبات الرسالة إذ أخبر عن الغيب. وإن كان التأويل هو الأول ففيه أن جميع ما يقولون إنما يقولون على الظن والجهل لا على اليقين، والله أعلم...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{بل لا يوقنون} أي إذا سئلوا من خلقكم وخلق السموات والأرض؟ قالوا: الله، وهم شاكون فيما يقولون، لا يوقنون...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم خصص من الأشياء {السماوات والأرض} لعظمها وشرفها في المخلوقات، ثم حكم عليهم بأنهم {لا يوقنون} ولا ينظرون نظراً يؤديهم إلى اليقين...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{أم خلقوا} أي على وجه الشركة {السماوات والأرض} ولما كان التقدير: لم يكن شيء من ذلك ليكون لهم شبهة في الكلام فيك، عطف عليه قوله: {بل لا يوقنون} أي ليس لهم نوع يقين ليسكنوا إلى شيء واحد لكونه الحق أو ليعلموا أن هذه الملازم الفاضحة تلزمهم فيكفوا عن أمثالها.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

كذلك يواجههم بوجود السماوات والأرض حيالهم. فهل هم خلقوها؟ فإنها لم تخلق نفسها بطبيعة الحال كما أنهم لم يخلقوا أنفسهم:

(أم خلقوا السماوات والأرض؟ بل لا يوقنون)..

وهم -ولا أي عقل يحتكم إلى منطق الفطرة- لا يقولون: إن السماوات والأرض خلقت نفسها، أو خلقت من غير خالق. وهم كذلك لا يدعون أنهم خلقوها.. وهي قائمة حيالهم سؤالا حيا يتطلب جوابا على وجوده! وقد كانوا إذا سئلوا عمن خلق السماوات والأرض قالوا الله.. ولكن هذه الحقيقة لم تكن تتضح في إدراكهم إلى درجة اليقين الذي ينشئ آثاره في القلب، ويحركه إلى اعتقاد واضح دقيق.. (بل لا يوقنون)..

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمعنى: أن الذي خلق السماوات والأرض لا يُعجزه إعادة الأجساد بعد الموت والفناء...

{بَل لاَّ يُوقِنُون}. إضراب إبطال على مضمون الجملتين اللتين قبله، أي لم يُخلقوا من غير شيء ولا خَلقوا السماوات والأرض، فإن ذلك بينّ لهم فما إنكارهم البعث إلا ناشئ عن عدم إيقانهم في مظانّ الإِيقان وهي الدلائل الدالة على إمكان البعث وأنه ليس أغرب من إيجاد المخلوقات العظيمة، فما كان إنكارهم إياه إلا عن مكابرة وتصميم على الكفر. والمعنى: أن الأمر لا هَذا ولا ذلك ولكنهم لا يُوقنون بالبعث فهم ينكرونه بدون حجة ولا شبهة بل رانَتْ المكابرة على قلوبهم.