وهكذا قال الغَزَّاليُّ في «الإِحياء » ، قال : وقوله عز وجل : { أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيء } أي : من غير خالق ، انتهى بلفظه من كتاب «آداب التلاوة » قال الغَزَّالِيُّ : ولا يُتَوَهَّمُ أَنَّ الآيةَ تَدُلُّ أَنَّه لا يُخْلَقُ شَيْءٌ إلاَّ من شيء . انتهى . وقال الفخر : قوله تعالى : { مِنْ غَيْرِ شَيء } فيه وجوه ، المنقول منها : أم خُلِقُوا من غير خالق ، وقيل : أَمْ خُلِقُوا لا لغير شيء عَبَثاً ، وقيل : أم خلقوا من غير أَبٍ وأُمِّ ، انتهى . وأحسنها الأَوَّلُ ؛ كما قال الغَزَّالِيُّ ، واللَّه أعلم بما أراد سبحانه ، وفي الصحيح عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قال : " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ في الْمَغْرِبِ بالطُّورِ ، فَلَمَّا بَلَغَ هذه الآيَةَ : { أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شيء أَمْ هُمُ الخالقون } إلى قَوْلِهِ : { المصيطرون } كَادَ قَلْبِي أَنْ يَطِيرَ " ، وفي رواية : " وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا وَقَرَ الإِيمَانُ في قَلْبِي " انتهى . وأسند أبو بكر ابن الخطيب في تاريخه عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قال : «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في فِدَاءِ أَهْلِ بَدْرٍ ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ في الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ ، فَكَأَنَّمَا تَصَدَّعَ قَلْبِي حِينَ سَمِعْتُ الْقُرْآنَ » انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.