اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ} (36)

قوله : { أَمْ خَلَقُواْ السماوات والأرض بَل لاَّ يُوقِنُونَ } قال الزمخشري : «لا يوقنون بأنهم خُلِقُوا »{[53251]} وهو في معنى قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله } أي هم معترفون بأنه خلق الله وليس خلق أنفسهم .

وقيل : بل لا يوقنون بأن الله خالقٌ واحدٌ أي ليس الأمر كذلك وما خلقوا وإنما لا يوقنون بوَحْدَةِ الله . وقيل المعنى لا يوقنون أصلاً من غير ذكر مفعول كَقْولِكَ : فُلانٌ لَيْسَ بمُؤْمِنٍ وفُلاَنٌ كَافِرٌ{[53252]} لبيان مذهبه وإن لم يَنْوِ مفعولاً . والمعنى أنهم ما خلقوا السموات والأرض ولا يوقنون بهذه الدلائل ، بل لا يوقنون أصلاً وإن جئتهم بكل آية بدليل قوله تعالى بعد ذلك : { وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مِّنَ السماء سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } . وهذه الآية دليل الآفاق وقوله من قَبْلُ{[53253]} دَليلُ الأنفس{[53254]} .


[53251]:بالمعنى من الكشاف 4/26 وباللفظ من الرازي السابق.
[53252]:في الرازي: ليس بكافر.
[53253]:وهو: {أم خُلقوا من غير شيء أمهم الخالقون} الآية 35 من نفس السورة.
[53254]:وانظر الرازي السابق 28/261.