فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ خَلَقُواْ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ} (36)

{ أم خلقوا السموات والأرض ؟ } وهم لا دعون ذلك فلزمتهم الحجة ولهذا أضرب عن هذا وقال : { بل لا يوقنون } أي ليسوا على يقين من الأمر ، بل يخبطون في ظلمات الشك في وعد الله ووعيده ، وإلا لآمنوا بنبيه وهذا فيه مزيد تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ، يعني أنهم كما طعنوا فيك طعنوا في خالقهم { أم عندهم خزائن ربك ؟ } أي خزائن أرزاق العباد وقيل : مفاتيح الرحمة قال مقاتل : يقول بأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة ، فيضعونها حيث شاؤوا ، وكذا قال عكرمة ، وقال الكلبي : خزائن المطر والرزق ، وقيل : مقدوراته وضرب المثل بالخزائن لأن الخزانة بين يهيأ لجمع أنواع مختلفة من الذخائر ومقدورات الرب كالخزائن التي فيها من كل الأجناس ، فلا نهاية لها .