معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (183)

قوله تعالى : { وأملي لهم } ، أي : أمهلهم ، وأطيل له مدة عمرهم ليتمادوا في المعاصي . قوله تعالى : { إن كيدي متين } ، أي : إن أخذي قوي شديد ، قال ابن عباس : إن مكري شديد . قيل : نزلت في المستهزئين ، فقتلهم الله في ليلة واحدة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (183)

وقوله : { أملي } معناه أؤخر ملاءة من الدهر أي مدة وفيها ثلاث لغات فتح الميم وضمها وكسرها ، وقرأ عبد الحميد عن ابن عامر «أن كيدي » على معنى لأجل أن كيدي ، وقرأ جمهور الناس وسائر السبعة «إن كيدي » على القطع والاستئناف ، و { متين } معناه قوي ، قال الشاعر : [ الطويل ]

لإلٍّ علينا واجب لا نضيعه*** متين قواه غير منتكثِ الحبل

وروى ابن إسحاق في هذا البيت أمين قواه ، وهو من المتن الذي يحمل عليه لقوته ، ومنه قول الشاعر وهو امرؤ القيس : [ المتقارب ]

لها متنتان خظاتا كما*** أكبَّ على ساعديه النمر

وهما جنبتا الظهر ، ومنه قول الآخر :

عدلي عدول اليأس وافتج يبتلى*** أفانين من الهوب شد مماتن

ومنه قول امرىء القيس : [ الطويل ]

ويخدي على صم صلاب ملاطس*** شديدات عقد لينات متان

ومنه الحديث في غزوة بني المصطلق ( فمتن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس ) أي سار بهم سيراً شديداً لينقطع الحديث بقول ابن أبي بن سلول { لئن رجعنا إلى المدينة } الآية .