اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ} (183)

قوله : { وأملي لهم } جوز أبو البقاء فيه أن يكون خبر مبتدأ مضمر ، أي : وأنا أملي وأن يكونا مستأنفا ، وأن يكون معطوفا على سنستدرج ، وفيه نظر : إذ كان من الفصاحة لو كان كذا لكان ونملي بنون العظمة . ويجوز أن يكون هذا قريبا من الالتفات والإملاء : الإمهال والتطويل ، والمتين : القوي ، ومنه المتن وهو الوسط ، لأنه أقوى ما في الحيوان ، وقد متن يمتن متانة أي : قوي .

وقرأ العامة إن كيدي بالكسر على الاستئناف المشعر بالعلية .

وقرأ ابن{[17043]} عامر في رواية عبد الحميد أن كيدي بفتح الهمزة على العلة .

والملي : زمان طويل من الدهر ، ومنه قوله : { واهجرني مليا } [ مريم : 46 ] أي : طويلا والمعنى : أطيل لهم مدة أعمارهم ليتمادوا في المعاصي ، ولا أعاجلهم في العقوبة ، ليقلعوا عن معصية بالتوبة .

وقوله : { إن كيدي متين } قال ابن عباس : يريد : إن مكري شديد{[17044]}


[17043]:ينظر: المحرر الوجيز 2/482، والبحر المحيط 4/429، والدر المصون 3/377.
[17044]:ذكره السيوطي في الدر المنثور (3/272) عن السدي بهذا اللفظ وعزاه لأبي الشيخ.