{ و{[72959]}الآخرة } أي-{[72960]} والحال أن الدار التي هي غاية الخلق ومقصود الأمر ، العالية{[72961]} المبرئة عن العبث ، المنزهة{[72962]} عن الخروج عن الحكمة { خير } أي من-{[72963]} الدنيا على تقدير التسليم لأن فيها خيراً لأن نعيمها خالص لا كدر فيه بوجه { وأبقى * } أي منها على تقدير المحال في الدنيا من أن تماديها إلى وقت زوالها تسمى بقاء ، لأن نعيم الآخرة دائم لا انقطاع له أصلاً ، وما كان باقياً-{[72964]} لا يعادل بما يغني بوجه من الوجوه ، فمن علم ذلك - وهو أمر لا يجهل - اشتغل بما يحصل الآخرة وينفي الدنيا بقسميها من الأعيان الحسية والشهوات المعنوية من {[72965]}الرعونات النفسانية{[72966]} والمستلذات الوهمية ، والآية من الاحتباك : ذكر الإيثار والدنو أولاً {[72967]}يدل على{[72968]} الترك والعلو ثانياً ، وذكر الخير والبقاء ثانياً يدل على ضدهما أولاً ، وسر ذلك أنه لا يؤثر الدنيء إلا دنيء فذكره أولاً لأنه أشد في التنفير ، وذكر الخير والبقاء ثانياً لأنه أشد في الترغيب .
قوله : { والآخرة خير وأبقى } الآخرة أنفع وأدوم . فهي خير من الدنيا الفانية والزائلة . وما الدنيا في الآخرة إلا متاع هين داثر . أو سراب لامع خادع ما يلبث أن ينقشع ويتبدد . وبذلك فإن الدنيا دار ممرّ ما ينبغي لذي عقل أن يؤثرها على الآخرة أو يغلو في حبها والاستكثار منها . وفي ذلك روى الإمام أحمد عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ، ولها يجمع من لا عقل له " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.