السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ} (17)

{ والآخرة } ، أي : والحال أنّ الدار التي هي غاية القصد المبرأة عن العيب المنزهة عن الخروج عن الحكمة { خير } ، أي : من الدنيا { وأبقى } لأنها تشتمل على السعادة الجسمانية ، والروحانية ، ليست كذلك فالآخرة خير من الدنيا ولأنّ الدنيا لذاتها مخلوطة بالآلام والآخرة ليست كذلك ، ولأنّ الدنيا فانية والآخرة باقية ، والباقي خير من الفاني .

وعن عمر : ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة أرنب . وعن ابن مسعود أنه قرأ هذه الآية فقال : أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة ؟ قلنا : لا . قال : لأنّ الدنيا أحضرت ، وعجل لنا طعامها وشرابها ونساؤها ولذاتها وبهجتها ، وأنّ الآخرة نعتت لنا وزويت عنا فأحببنا العاجل وتركنا الآجل .