نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ} (17)

{ و{[72959]}الآخرة } أي-{[72960]} والحال أن الدار التي هي غاية الخلق ومقصود الأمر ، العالية{[72961]} المبرئة عن العبث ، المنزهة{[72962]} عن الخروج عن الحكمة { خير } أي من-{[72963]} الدنيا على تقدير التسليم لأن فيها خيراً لأن نعيمها خالص لا كدر فيه بوجه { وأبقى * } أي منها على تقدير المحال في الدنيا من أن تماديها إلى وقت زوالها تسمى بقاء ، لأن نعيم الآخرة دائم لا انقطاع له أصلاً ، وما كان باقياً-{[72964]} لا يعادل بما يغني بوجه من الوجوه ، فمن علم ذلك - وهو أمر لا يجهل - اشتغل بما يحصل الآخرة وينفي الدنيا بقسميها من الأعيان الحسية والشهوات المعنوية من {[72965]}الرعونات النفسانية{[72966]} والمستلذات الوهمية ، والآية من الاحتباك : ذكر الإيثار والدنو أولاً {[72967]}يدل على{[72968]} الترك والعلو ثانياً ، وذكر الخير والبقاء ثانياً يدل على ضدهما أولاً ، وسر ذلك أنه لا يؤثر الدنيء إلا دنيء فذكره أولاً لأنه أشد في التنفير ، وذكر الخير والبقاء ثانياً لأنه أشد في الترغيب .


[72959]:زيد من ظ و م.
[72960]:زيد من م.
[72961]:تكرر في الأصل فقط.
[72962]:من ظ، وفي الأصل و م: المنزه.
[72963]:زيد من م.
[72964]:زيد من ظ و م.
[72965]:من ظ و م، وفي الأصل: الرعونات النفسية.
[72966]:من ظ و م، وفي الأصل: الرعونات النفسية.
[72967]:من ظ و م، وفي الأصل: بدلا عن.
[72968]:من ظ و م، وفي الأصل بدلا عن.