فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ} (17)

{ والآخرة خير وأبقى } أي والحال أن الدار الآخرة التي هي الجنة أفضل وأدوم من الدنيا ، لأنها تشتمل على السعادة الجسمانية والروحانية ، والدنيا ليست كذلك ، ولأن الدنيا لذاتها مخلوقة بالآلام ، والآخرة ليست كذلك ، ولأن الدنيا فانية والآخرة باقية ، والباقي خير من الفاني .

قال مالك بن دينار لو كانت الدنيا من ذهب يفنى ، والآخرة من خزف يبقى لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى على ذهب يفنى ، فكيف والآخرة من ذهب يبقى ، والدنيا من خزف يفنى .