معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ} (46)

قوله تعالى : { بيضاء } قال الحسن : خمر الجنة أشد بياضاً من اللبن ، { لذة } يعني : لذيذة . { للشاربين } .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ} (46)

45

قال مالك ، عن زيد بن أسلم : خمر جارية بيضاء ، أي : لونها مشرق حسن بهى لا كخمر الدنيا في منظرها البشع الرديء ، من حمرة أو سواد أو أصفرار أو كدورة ، {[24957]} إلى غير ذلك مما ينفر الطبع السليم .

وقوله عز وجل : { لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ } أي طعمها طيب كلونها ، وطيب الطعم دليل على طيب الريح ، بخلاف خمر الدنيا في جميع ذلك .


[24957]:- (3) في ت: "كدرة".
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{بَيۡضَآءَ لَذَّةٖ لِّلشَّـٰرِبِينَ} (46)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"بَيْضَاءَ لَذّةٍ للشّارِبِينَ" يعني بالبيضاء: الكأس...

وقوله: "لَذّةٍ للشّارِبينَ "يقول: هذه الخمر لذّة يلتذّها شاربوها.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ذكر أن خمورهم في الآخرة بيضاء، لأن في البياض يظهر كل ما فيه من الأذى والآفة، ويرى، فأما في غيره من الألوان فإنه قلّما يظهر، وقلّما يرى إلا بجهد، أو ذكر أنها بيضاء لأن البياض من الألوان المستحسنة في الطباع كلها، وهو المختار عندنا.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

{بَيْضَآءَ} أي صافية في نهاية اللطافة.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{بيضاء} يحتمل أن يعود على الكأس ويحتمل أن يعود على الخمر وهو الأظهر.

{لذة} أي ذات لذة فوصفها بالمصدر اتساعاً، وقد استعمل هذا حتى قيل لذ بمعنى لذيذ.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

{لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ} أي طعمها طيب كلونها، وطيب الطعم دليل على طيب الريح، بخلاف خمر الدنيا في جميع ذلك.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

{لِلشَّارِبِينَ}... إشارة إلى أنها يلتذ بها الشارب كائناً من كان.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

ثم يصف هذه الخمر بأنها (بيضاء) والبيضاء هي أصْفى أنواع الخمر عند العرب.

{لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ} ولم يقُلْ لذيذة.

إنما (لَذَّةٍ) أي: هي في ذاتها لذّة، وكأن اللذة تجسدتْ في هذه الكأس، كما تقول: فلان عادل. فإنْ أردتَ المبالغة في هذا الوصف قُلْتَ: فلان عَدْلٌ.

ووصف الخمر في الآخرة بأنها {لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ} لِيُفرِّق بينها وبين خَمْر الدنيا، لأن خمر الدنيا كما نراهم يشربونها في الأفلام لا تُشرَب للذة، لأنه يضع القليل منها في الكأس، ثم يصبُّها في فمه صَبّاً، ويتناولها على مَضَضٍ لكراهية طعمها.

لكن طالما أن خمر الدنيا لا لَذَّةَ في تعاطيها، فَلِمَ يشربونها؟ يشربونها للأثر الذي ينشأ منها من اختلال العقل الذي يُعَدُّ حارساً على الحركة، وهم يريدون الانطلاق والحرية من هذا الحارس؛ لذلك فأجوَدُ أنواع الخمر عندهم والعياذ بالله، هذه التي تُغيِّبه عن وَعْيه، وتفعل به كذا وكذا.

أما خمر الآخرة فلا يجمعها بهذه إلا اسمها فحسْب، خمر الآخرة لذَّة، تشعر بها حين تتناولها، وتأخذها رشفةً رشفةً على مهل لتتذوَّقَ حلاوتها،

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ثمّ ينتقل الحديث إلى وصف كؤوس الشراب، إذ يقول: إنّها بيضاء اللون ومتلألئة وتعطي لذّة للشاربين بها (بيضاء لذّة للشاربين).

وكلمة (بيضاء) اعتبرها بعض المفسّرين صفة لكؤوس الشراب، فيما اعتبرها البعض الآخر صفة للشراب الطهور، ويعني أنّ ذلك الشراب ليس كالأشربة الملوّنة في الدنيا، بل إنّها أشربة طاهرة.