قوله : { بَيْضَاءَ } صفة لكأس{[46963]} . وقال أبو حيان : صفة «لكأس » أو «للخمر »{[46964]} ، قال شهاب الدين : لم يذكر الخمر اللهم إلا أن يعني بالمعين الخمر . وهو بعيد جداً . ويمكن أن يجاب بأن الكأس إنما ، سميت كأساً إذا كان فيها الخمر{[46965]} .
وقرأ عبد الله : صَفْرَاءَ{[46966]} وهي مخالفة للسواد ، إلا أنه جاء وصفها بهذا اللون وأنشد لبعض المولدين :
4194- صَفْرَاء لاَتَنْزِلُ الأَحْزَانُ سَاحَتَهَا . . . لَوْ مَسَّهَا حَجَرٌ مَسَّتْهُ سَرَّاءُ{[46967]}
و «لذة » صفة أيضاً وصفت بالمصدر مبالغة كأنها نفس اللذة وعينها كما يقال : فُلاَنٌ جُودٌ وكَرَمٌ إذا أرادوا المبالغة{[46968]} .
وقال الزجاج : أو على حذف المضاف أي ذات{[46969]} لذَّة ، أو على تأنيث «لَذَّ » بمعنى لذيذ فيكون وصفاً على «فَعْلِ » كصَعْب{[46970]} يقال : لَذَّ الشَّيءُ يَلَذُّ لَذًّا فهو لَذَيدُ وَلَذٌّ وأنشد :
4195- بِحَدِيثَها اللَّذِّ الَّذِي لَوْ كَلَّمْتْ . . . أُسْدَ الْفَلاَةِ بِهِ أَتَيْنَ سِرَاعَا{[46971]}
4196- لَذٌّ كَطَعْم الصَّرخَدِيِّ تَرَكْتُهُ . . . بأَرْضِ العِدَا مِنْ خَشْيَةِ الحَدَثَانِ{[46972]}
واللذيذ كل شيء مستطابٌ . وأنشد :
4197- يَلذُّ لِطَعْمِهِ وَتَخَالُ فِيهِ . . . إذَا نَبَّهْتَهَا بَعدَ الْمَنَامِ{[46973]}
و «للشَّارِبينَ » صفة «لِلَذّةِ » . وقال اللَّيْث : اللَّذَّة واللَّذِيذَة يجريان مَجْرَى واحداً في النعت يقال : شَرَابٌ لَذَّ ولذيدٌ قال تعالى : { بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } وقال تعالى : { مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ }{[46974]} [ محمد : 15 ] وعلى هذا «لَذَّة » بمعنى لذيذ{[46975]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.