معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا} (12)

{ وجزاهم بما صبروا } على طاعة الله واجتناب معصيته ، وقال الضحاك : على الفقر . وقال عطاء : على الجوع . { جنةً وحريرا } قال الحسن : أدخلهم الله الجنة وألبسهم الحرير .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا} (12)

وقوله : { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا } أي : بسبب صبرهم أعطاهم ونَوّلهم وبوّأهم { جَنَّةً وَحَرِيرًا } أي : منزلا رحبا ، وعيشا رَغَدًا{[29600]} ولباسًا حَسَنًا .

وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة هشام بن سليمان الدّارَاني قال : قرئ على أبي سليمان الداراني سورة : { هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ } فلما بلغ القارئ إلى قوله : { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا } قال بما صبروا على ترك الشهوات في الدنيا ، ثم أنشد :

كَم قَتيل بشَهوةٍ وأسير *** أفّ مِنْ مُشتَهِي خِلاف الجَميل

شَهوَاتُ الإنْسان تورثه الذُّل *** وَتُلْقيه في البَلاء الطَّويل{[29601]}


[29600]:- (4) في م: "رغيدا".
[29601]:- (5) انظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (27/86) ووقع صدره فيه: كم قتيل لشهوة وأسير
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا} (12)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم ذكر أولياءه، فقال: {وجزاهم} بعد البشارة {بما صبروا} على البلاء {جنة وحريرا}، فأما الجنة فيتنعمون فيها، وأما الحرير فيلبسونه.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وأثابهم الله بما صبروا في الدنيا على طاعته، والعمل بما يرضيه عنهم جنة وحريرا.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وجزاهم بما صبروا} أي على الطاعات وصبروا عن معاصي الله {جنة وحريرا} أي جزاهم جنة، وجزاهم حريرا؛ فذكر الحرير لأن الجنان إنما تذكر في موضع التطرب والتنعم بالمأكل والمشارب دون التنعم باللباس، فوعد لهم من اللباس الحرير مع ما جزاهم الجنة.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

(وجزاهم بما صبروا) على الأمر والنهي. وقيل: على المحن والشدائد، وعلى الجوع مع الإيثار.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وهذا يدل على أن المراد من قوله: {إنما نطعمكم} ليس هو الإطعام فقط بل جميع أنواع المواساة من الطعام والكسوة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

كان الجزاء برفاهية العيش؛ إذ جعلهم في أحسن المساكن وهو الجنة، وكساهم أحسن الملابس وهو الحرير الذي لا يلبسه إلاّ أهل فرط اليسار، فجمع لهم حسن الظرف الخارج وحسن الظرف المباشر وهو اللباس.

والمراد بالحرير هنا: ما ينسج منه.