فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا} (12)

{ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ } أي بسبب صبرهم على التكاليف . وقيل : على الفقر . وقيل : على الجوع . وقيل : على الصوم . والأولى حمل الآية على الصبر على كل شيء يكون الصبر عليه طاعة لله سبحانه ، و «ما » مصدرية ، والتقدير : بصبرهم { جَنَّةً وَحَرِيراً } أي أدخلهم الجنة وألبسهم الحرير ، وهو لباس أهل الجنة عوضاً عن تركه في الدنيا امتثالاً لما ورد في الشرع من تحريمه ، وظاهر هذه الآيات العموم في كلّ من خاف من يوم القيامة وأطعم لوجه الله وخاف من عذابه ، والسبب وإن كان خاصاً ، كما سيأتي ، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ويدخل سبب التنزيل تحت عمومها دخولاً أوّلياً .

/خ12