اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا} (12)

قوله تعالى : { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ } . «ما » مصدرية ، و«جنَّة » مفعول ثانٍ ، أي : جزاهم جنة بصبرهم وقدر مكي مضافاً ، فقال : تقديره دخول الجنة ، ولبس حرير ، والمعنى : وجزاهم بصبرهم على الفقر .

وقال القرظي{[58889]} : على الصوم .

وقال عطاء : على الجوع ثلاثة أيام ، وهي أيام نذر .

وقيل : بصبرهم على طاعة الله ، وصبرهم عن معصية الله ومحارمه ، وهذا يدل على أن الآيات نزلت في جميع الأبرار ، ومن فعل فعلاً حسناً .

وروى ابن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عن الصبر ، فقال : «الصَّبْرُ عند الصَّدمةِ الأولَى ، والصَّبرُ على أداءِ الفَرائضِ ، والصَّبرُ على اجتنابِ محارم اللهِ تعالى ، والصَّبرُ على المَصائبِ »{[58890]} .

قوله تعالى : { جَنَّةً وَحَرِيراً } . أي : أدخلهم الجنة وألبسهم الحرير .


[58889]:ينظر تفسير القرطبي (19/89).
[58890]:ينظر المصدر السابق.