معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (65)

قوله تعالى : { قل } يا محمد لمشركي مكة ، { إنما أنا منذر } مخوف ،

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (65)

يقول تعالى آمرا رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للكفار بالله المشركين به المكذبين لرسوله : إنما أنا منذر لست كما تزعمون { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } أي : هو وحده قد قهر كل شيء وغلبه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (65)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلََهٍ إِلاّ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهّارُ } :

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قُلْ يا محمد لمشركي قومك : إنّمَا أنا مُنْذِرٌ لكم يا معشر قريش بين يدي عذاب شديد ، أنذركم عذاب الله وسخطه أن يحلّ بكم على كفركم به ، فاحذروه وبادروا حلوله بكم بالتوبة وَما مِنْ إلَهٍ إلاّ اللّهُ الوَاحِدُ القهّارُ يقول : وما من معبود تصلح له العبادة ، وتنبغي له الربوبية ، إلا الله الذي يدين له كلّ شيء ، ويعبدهُ كلّ خلق ، الواحد الذي لا ينبغي أن يكون له في ملكه شريك ، ولا ينبغي أن تكون له صاحبة ، القهار لكلّ ما دونه بقدرته ، ربّ السموات والأرض ، يقول : مالك السموات والأرض وما بينهما من الخلق يقول : فهذا الذي هذه صفته ، هو الإله الذي لا إله سواه ، لا الذي لا يملك شيئا ، ولا يضرّ ، ولا ينفع . وقوله : العَزِيرُ الغَفّارُ يقول : العزيز في نقمته من أهل الكفر به ، المدّعين معه إلها غيره ، الغفّار لذنوب من تاب منهم ومن غيرهم من كفره ومعاصيه ، فأناب إلى الإيمان به ، والطاعة له بالانتهاء إلى أمره ونهيه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (65)

{ قل } يا محمد للمشركين . { إنما أنا منذر } أنذركم عذاب الله . { وما من إله إلا الله الواحد } الذي لا يقبل الشركة والكثرة في ذاته . { القهار } لكل شيء يريد قهره .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (65)

ثم أمر نبيه أن يتجرد للكفار من جميع الأغراض ، إلا أنه منذر لهم ، وهذا توعد بليغ محرك للنفوس ، وباقي الآية بين .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ مُنذِرٞۖ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ} (65)

هذا راجع إلى قوله : { وقال الكافرونَ هذا ساحِرٌ كذَّابٌ } [ ص : 4 ] إلى قوله : { أءُنزِلَ عليهِ الذكرُ من بيننا } [ ص : 8 ] ، فلما ابتدرهم الجواب عن ذلك التكذيب بأن نظَّر حالهم بحال الأمم المكذبة من قبلهم ولتنظير حال الرسول صلى الله عليه وسلم بحال الأنبياء الذين صبروا ، واستوعب ذلك بما فيه مقنع عاد الكلام إلى تحقيق مقام الرسول صلى الله عليه وسلم من قومه فأمره الله أن يقول : { إنمَّا أنا مُنذِرٌ } مقابل قولهم : { هذا ساحِرٌ كذَّابٌ } ، وأن يقول : { ما من إله إلا الله } مقابل إنكارهم التوحيد كقولهم : { أجَعَلَ الآلهة إلها واحداً } [ ص : 5 ] فالجملة استئناف ابتدائي . وذكر صفة الواحد تأكيد لمدلول { ما من إله إلا الله } إماء إلى رد إنكارهم . وذكر صفة { القهّار } تعريض بتهديد المشركين بأن الله قادر على قهرهم ، أي غلبهم . وتقدم الكلام على القهر عند قوله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده } في سورة [ الأنعام : 18 ] .