معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (55)

قوله تعالى : { فاطلع } قال ابن عباس : إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى النار ، فاطلع هذا المؤمن ، { فرآه في سواء الجحيم } فرأى قرينه في وسط النار ، وإنما سمي وسط الشيء سواء لاستواء الجوانب منه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (55)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فاطّلَعَ فَرآهُ فِي سَوَاءِ الجَحِيمِ" يقول: فاطلع في النار فرآه في وَسَط الجحيم. وفي الكلام متروك استغني بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو فقالوا: نعم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

سمي {سواء} لاستواء المسافة منه إلى الجوانب، و {الجحيم} متراكم جمر النار.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

اطلاعهم إياه باعتبار التسبب، كأنه لما أراد الاطلاع وأحب أن لا يستبد به أدباً، عرض عليهم أن يطلعوا، فرغبوا وأطلعوا، فكان ذلك وسيلة إلى اطلاعه فكأنهم هم الذين أطلعوه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{فاطَّلعَ} اكتفاء، أي فاطّلع واطّلعوا فرآه ورأوه في سواء الجحيم إذ هو إنما عرض عليهم الاطّلاع ليعلموا تحقيق ما حدّثهم عن قرينه، واقتصر على ذكر اطلاعه هو دون ذكر اطلاع رفقائه لأنه ابتدأ بالاطّلاع ليميز قرينه فيريه لرفقائه

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (55)

" فأُطْلِعَ " بقطع الألف مخففة على معنى هل أنتم مقبلون ، فأقبل . قال النحاس : " فأطلع فرآه " فيه قولان : أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا معناه فأطلع أنا ، ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام . والقول الثاني أن يكون فعلا ماضيا ويكون اطلع وأطلع واحدا . قال الزجاج : يقال طلع وأطلع واطلع بمعنى واحد . وقد حكى " هل أنتم مطلعون " بكسر النون وأنكره أبو حاتم وغيره . النحاس : وهو لحن لا يجوز ؛ لأنه جمع بين النون والإضافة ، ولو كان مضافا لكان هل أنتم مطلعي ، وإن كان سيبويه والفراء قد حكيا مثله ، وأنشدا :

هم القائلون الخيرَ والآمِرُونَهُ *** إذا ما خَشَوا من مُحْدِثِ الأمرِ مُعْظَمَا

وأنشد الفراء : والفاعلونه . وأنشد سيبويه وحده :

ولم يرتفق والناس محتضِرُونَه{[13257]}

وهذا شاذ خارج عن كلام العرب ، وما كان مثل هذا لم يحتج به في كتاب الله عز وجل ، ولا يدخل في الفصيح . وقد قيل في توجيهه : إنه أجرى اسم الفاعل مجرى المضارع لقربه منه ، فجرى " مطلعون " مجرى يطلعون . ذكره أبو الفتح عثمان بن جني وأنشد :

أرأيت إن جئت به أُمْلُودَا *** مُرَجَّلاً ويلبسُ البُرُودَا

أقائلُنْ أحضِروا{[13258]} الشُّهودا

فأجرى أقائلن مجرى أتقولن . وقال ابن عباس في قوله تعالى : " هل أنتم مطلعون . فاطلع فرآه " إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى النار وأهلها . وكذلك قال كعب فيما ذكر ابن المبارك ، قال : إن بين الجنة والنار كوى ، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا اطلع من بعض الكوى ، قال الله تعالى : " فاطلع فرآه في سواء الجحيم " أي في وسط النار والحسك حواليه . قاله ابن مسعود . ويقال : تعبت حتى انقطع سوائي : أي وسطي . وعن أبي عبيدة : قال لي عيسى بن عمر : كنت أكتب يا أبا عبيدة حتى ينقطع سوائي . وعن قتادة قال : قال بعض العلماء : لولا أن الله جل وعز عرفه إياه لما عرفه ، لقد تغير حبره وسبره{[13259]} .


[13257]:تمامه: * جميعا وأيدي المعتفين رواهقه* يقول: غشيه المعتفون وهم السائلون، واحتضره الناس جميعا للعطاء، فجلس لهم جلوس متصرف متبذل غير مرتفق.
[13258]:وروي: أحضري، خطاب للمرأة، وهو الوجه، على ما أورده الرضي في خزانة الأدب حيث قال: ورواه العيني أحضروا بواو الجمع ولا وجه له. والرجز أورده السكري في أشعار هذيل لرجل منهم بلفظ: أقائلون أعجلي الشهودا.
[13259]:الحبر والسبر: اللون والهيئة.