إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (55)

{ فَأَطَّلِعَ } أي عليهم { فَرَآهُ } أي قرينَه { فِي سَوَاء الجحيم } أي في وسطها . وقرئ فأطَّلِعَ على لفظ المضارع المنصوبِ . وقرئ مُطَّلعون فأطَّلع وفأطْلُعَ بالتَّخفيف على لفظ الماضي والمضارعِ المنصوبِ يقال طلعَ علينا فلانٌ وأطَّلع وبمعنى واحد والمعنى هل أنتُم مطَّلعون إلى القرين فأطَّلع أنا أيضاً أو عوضَ عليهم الاطِّلاعَ فقبلوا ما عرضَه فاطَّلع هو بعد ذلك وإن جُعل الاطِّلاعُ متعدِّياً فالمعنى أنَّه لما شرط في إطِّلاعه إطِّلاعهم كما هو ديدن الجُلساءِ فكأنَّهم مُطْلِعُوه ، وقيل الخطاب على هذا للملائكةِ . وقرئ مُطَّلعونِ بكسر النُّونِ أراده مطلعونَ إيَّاي فوضع المتَّصلَ موضع المنفصلِ ، كقوله :

هم الفاعلونَ الخيرَ والآمرونه *** . . . . .

أو شُبِّه اسمُ الفاعل بالمضارع لما بينهما من التَّآخِي .