فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَٱطَّلَعَ فَرَءَاهُ فِي سَوَآءِ ٱلۡجَحِيمِ} (55)

{ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ } أي فاطلع ذلك المؤمن على النار ؛ الذي صار يحدث أصحابه في الجنة بما قال له قرينه في الدنيا ، فرأى قرينه في وسط الجحيم ، وقال الزجاج : سواء كل شيء وسطه ، قال النحاس : فاطلع فيه قولان : أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا أي فاطلع أي أنا ، والثاني أن يكون فعلا ماضيا أي المؤمن ، قال ابن مسعود في الآية : اطلع ثم التفت إلى أصحابه فقال : لقد رأيت جماجم القوم تغلي ، قال ابن عباس : ( إن في الجنة كوى ينظر منها أهلها إلى النار ) ، جمع كوة وهي الثقب في الحائط وهي بفتح الكاف وضمها وفي الجمع وجهان كسرها وضمها لكن مع الكسر يصبح المد والقصر ، ومع الضم يتعين القصر .