معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ} (20)

قوله تعالى : { ونفخ في الصور } يعني نفخة البعث ، { ذلك يوم الوعيد } أي : ذلك اليوم يوم الوعيد الذي وعده الله للكفار أن يعذبهم فيه . قال مقاتل : يعني بالوعيد العذاب ، أي : يوم وقوع الوعيد .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ} (20)

16

ومن سكرة الموت ، إلى وهلة الحشر ، وهول الحساب :

( ونفخ في الصور . ذلك يوم الوعيد . وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد . لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك ، فبصرك اليوم حديد . وقال قرينه : هذا ما لدي عتيد . ألقيا في جهنم كل كفار عنيد . مناع للخير معتد مريب . الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد . قال قرينه : ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد . قال : لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد . ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد ) . .

وهو مشهد يكفي استحضاره في النفس لتقضي رحلتها كلها على الأرض في توجس وحذر وارتقاب . وقد قال رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] : " كيف أنعم ، وصاحب القرن قد التقم القرن ، وحنى جبهته ، وانتظر أن يؤذن له ? " " قالوا : يا رسول الله ، كيف نقول ? قال [ صلى الله عليه وسلم ] : " قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل " . فقال القوم : حسبنا الله ونعم الوكيل " . .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ} (20)

عطف على { وجاءت سكرة الموت بالحق } [ ق : 19 ] على تفسير الجمهور . فأما على تفسير الفخر فالجملة مستأنفة وصيغة المضيّ في قوله : { ونُفِخ } مستعملة في معنى المضارع ، أي ينفخ في الصور فصيغ له المضي لتحقق وقوعه مثل قوله تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } [ النحل : 1 ] ، والمشار إليه بذلك في قوله : { ذلك يوم الوعيد } إذ أن ذلك الزمان الذي نفخ في الصور عنده هو يوم الوعيد .

والنفخ في الصور تقدم القول فيه عند قوله تعالى : { وله الملك يوم ينفخ في الصور } في سورة الأنعام ( 73 ) .

وجملة { ذلك يوم الوعيد } معترضة . والإشارة في قوله : { ذلك يوم الوعيد } راجعة إلى النفع المأخوذ من فعل { ونُفخ في الصور } . والإخبار عن النفخ بأنه { يوم الوعيد } بتقدير مضاف ، أي ذلك حلول يوم الوعيد . وإضافة { يوم } إلى { الوعيد } من إضافة الشيء إلى ما يقع فيه ، أي يوم حصول الوعيد الذي كانوا تُوعِدوا به ، والاقتصار على ذكر الوعيد لما علمت من أن المقصود الأول من هذه الآية هم المشركون . وفي الكلام اكتفاء ، تقديره : ويوم الوعْد .