اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ} (20)

قوله : { وَنُفِخَ فِي الصور } عطف على قوله : { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ } يعني نفخة البعث { ذَلِكَ يَوْمُ الوعيد } الذي وعد الكفار أن يعذبهم فيه . قال الزمخشري : «ذلك » إشارة إلى المصدر الذي هو قوله : «وَنُفِخَ » أي وقت ذلك النفخ يوم الوعيد{[52391]} . قال ابن الخطيب : وهذا ضعيفٌ ؛ لأن «يوم » لو كان منصوباً لكان ما ذكره ظاهراً ، وأما رفع «يوم » فيفيد أن ذلك نفس اليوم ، والمصدر لا يكون نفس الزمان وإنما يكون في الزمان .

فالأولى أن يقال : «ذلك » إشارة إلى الزمان المفهوم من قوله : «ونفخ » لأن الفعل كما يدل على المصدر يدل على الزمان فكأنه قال تعالى : ذلك الزمان يوم الوعيد ، والوعيد هو الذي أَوْعَدَ به من الحَشر ، والمجازاة{[52392]} .


[52391]:الكشاف 4/7.
[52392]:قاله في تفسيره الكبير 28/164 المرجع السابق.