فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ} (20)

وقال الحسن : تحيد تهرب ، وقيل تفزع ، وقيل : تكره ، وقيل تنفر { ونفخ في الصور } عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه ، وهذه هي النفخة الآخرة للبعث عطف على جاءت سكرة الموت والصور هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام ، وهو من العظمة بحيث لا يعلم قدره إلا الله ، وقد التقمه إسرافيل من حين بعث محمد صلى الله عليه وسلم منتظرا للإذن بالنفخ ذكره الخطيب { ذلك } أي الوقت الذي يكون فيه النفخ في الصور ، والفعل كما يدل على المصدر يدل على الزمان أيضا { يوم الوعيد } الذي أوعد الله به الكفار ، قال مقاتل : يعني بالوعيد العذاب في الآخرة وخصص الوعيد مع كون اليوم هو يوم الوعد والوعيد جميعا لتهويله والمعنى يوم تحقق الوعيد وإنجازه .