معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ} (59)

قوله تعالى : { فارتقب } فانظر النصر من ربك . وقيل : فانتظر لهم العذاب . { إنهم مرتقبون } منتظرون قهرك بزعمهم .

ختام السورة:

أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسين بن فنجويه ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى ، حدثنا أبو عيسى موسى بن علي الختلي ، حدثنا أبو هاشم الرفاعي ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا عمر بن عبد الله بن أبي خثعم ، عن يحيى بن كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك " .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ} (59)

ويخوفهم العاقبة والمصير ، في تعبير ملفوف . ولكنه مخيف : ( فارتقب إنهم مرتقبون ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ} (59)

ثم لما كان مع هذا البيان والوضوح من الناس من كفر وخالف وعاند ، قال الله تعالى لرسوله مسليا له وواعدًا له بالنصر ، ومتوعدًا لمن كذبه بالعطب والهلاك : { فَارْتَقِبْ } أي : انتظر { إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ } أي : فسيعلمون{[26301]} لمن يكون النصر والظفر وعُلُو الكلمة في الدنيا والآخرة ، فإنها لك يا محمد ولإخوانك من النبيين والمرسلين ومن اتبعكم من المؤمنين ، كما قال تعالى : { كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [ المجادلة : 21 ] ، وقال تعالى : { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [ غافر : 51 ، 52 ] .

آخر تفسير سورة الدخان ، ولله الحمد والمنة ، وبه التوفيق والعصمة


[26301]:- (4) في م: "فستعلمون".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ} (59)

{ فارتقب } فانتظر ما يحل بهم . { إنهم مرتقبون } منتظرون ما يحل بك .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ حم الدخان ليلة جمعة أصبح مغفورا له " .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ} (59)

وإطلاق الارتقاب على حال المعاندين استعارة تهكمية لأن المعنى أنهم لاقُون ذلك لا محالة وقد حسنها اعتبار المشاكلة بين ( ارتقب ) و { مرتقبون } .

وجملة { إنهم مرتقبون } تعليل للأمر في قوله { فارتقب } أي ارتقب النصر بأنهم لاَقُوا العذاب بالقحط وقد أغنت ( إنّ ) التّسبُب والتعليل .

وفي هذه الخاتمة ردّ العجز على الصدر إذ كان صدر السورة فيه ذكر إنزال الكتاب المبين وأنه رحمة من الله بواسطة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكان في صدرها الإنذار بارتقاب يوم تأتي السماء بدخان مبين وذكر البطشة الكبرى . فكانت خاتمة هذه السورة خاتمة عزيزة المنال اشتملت على حسن براعة المقطع وبديع الإيجاز .