تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ} (59)

ثم لما كان مع هذا البيان والوضوح من الناس من كفر وخالف وعاند ، قال الله تعالى لرسوله مسليا له وواعدًا له بالنصر ، ومتوعدًا لمن كذبه بالعطب والهلاك : { فَارْتَقِبْ } أي : انتظر { إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ } أي : فسيعلمون{[26301]} لمن يكون النصر والظفر وعُلُو الكلمة في الدنيا والآخرة ، فإنها لك يا محمد ولإخوانك من النبيين والمرسلين ومن اتبعكم من المؤمنين ، كما قال تعالى : { كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [ المجادلة : 21 ] ، وقال تعالى : { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [ غافر : 51 ، 52 ] .

آخر تفسير سورة الدخان ، ولله الحمد والمنة ، وبه التوفيق والعصمة


[26301]:- (4) في م: "فستعلمون".