نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ} (59)

فتسبب عن ذلك قوله : { فارتقب } أي ما رجيتك به من تذكرهم المستلزم لهدايتهم .

ولما كانوا يظهرون تجلداً ولدداً أنهم لا يعبؤون بشيء من القرآن ولا غيره مما يأتي به ولا يعدون شيئاً منه آية ، أخبر عما يبطنون من خوفهم وانتظارهم لجميع ما يهددهم به مؤكداً لأجل ظن من حمل تجلدهم على أنه جلد فقال : { إنهم } وزاد الأمر بالإخبار بالاسم الدال على الثبات والدوام فقال : { مرتقبون * } أي تكليفهم أنفسهم المراقبة{[57788]} وإجهادهم أفكارهم في ذلك{[57789]} دائم لا يزايلهم{[57790]} بل قد قطع قلوبهم وملأ صدورهم ، فقد انطبق آخر السورة على أولها ، بل وعلى المراد من مجملها ومفصلها ، بذكر{[57791]} الكتاب والارتقاب لأنواع العذاب - {[57792]}والله الهادي إلى الصواب ، إنه الكريم{[57793]} الوهاب .


[57788]:في م ومد: للرقبة.
[57789]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وأجلادهم إنكارهم.
[57790]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لا يرى لهم.
[57791]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: من ذكر.
[57792]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: والله أعلم بالصواب والهادي إليه أنه هو الملك.
[57793]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: والله أعلم بالصواب والهادي إليه أنه هو الملك.