وقوله : { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي } : وهذا أيضًا سؤال من موسى في أمر خارجي عنه ، وهو مساعدة أخيه هارون له .
قال الثوري ، عن أبي سعيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال : فَنُبّئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى ، عليهما السلام .
وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن ابن نُمَير ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة{[19261]} عن أبيه ، عن عائشة أنها خرجت فيما كانت تعتمر ، فنزلت ببعض الأعراب ، فسمعت رجلا يقول : أيّ أخ كان في الدنيا{[19262]} أنفع لأخيه ؟ قالوا : ما ندري . قال : والله أنا أدري{[19263]} قالت : فقلت في نفسي : في حلفه لا يستثنى ، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه . قال : موسى حين سأل لأخيه النبوة . فقلت : صدق والله . قلت : وفي{[19264]} هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى ، عليه السلام : { وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا } [ الأحزاب : 69 ] .
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
ثمَّ بين من هو فقال: {هَارُونَ أَخِي}
مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي 548 هـ :
ثم بين الوزير وفسره فقال: (هارون أخي) وكان أخاه لأبيه وأمه، وكان بمصر.
المطلوب السادس: أن يكون الوزير الذي من أهله هو أخوه هارون، وإنما سأل ذلك لوجهين...
أحدهما: أن التعاون على الدين منقبة عظيمة فأراد أن لا تحصل هذه الدرجة إلا لأهله، أو لأن كل واحد منهما كان في غاية المحبة لصاحبه والموافقة له،... واعلم أن هارون عليه السلام كان مخصوصا بأمور منها الفصاحة لقوله تعالى عن موسى: {وأخي هارون هو أفصح مني لسانا} ومنها أنه كان فيه رفق قال: {يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} ومنها أنه كان أكبر سنا منه.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
أي لأنه أجدر أهلي بتمام مناصرتي.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
"هارون أخي". فهو يعلم عنه فصاحة اللسان وثبات الجنان وهدوء الأعصاب، وكان موسى -عليه السلام- انفعاليا حاد الطبع سريع الانفعال.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
وقد ذكر أن يكون الوزير من أهله، وعين وزيره بالذات وهو أخوه هارون، وقد ابتدأ بذكر الوزير مطلقا، ثم خصه أن يكون من أهله، ثم خصصه أخيرا بأن عينه بالذات، ولقد قال في سورة القصص: {وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون 34 قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون 35} (القصص).
فاختار أخاه هارون ليعينه في مهمة الرسالة. ثم أوضح العلة في ذلك، فقال في آية أخرى: {وأخي هارون هو أفصح مني لسانا.. (34)} (القصص): وهكذا يتكامل موسى وهارون ويعوض كل منهما النقص في أخيه. ويقال: إن هارون – عليه السلام – كان يمتاز على موسى في أمور أخرى، فكان به لين وحلم، وكان موسى حادا سريع الغضب، فكان هارون للين، وموسى للشدة... إذن: فالفصاحة في هارون تجبر العقدة في لسان موسى، واللين يجبر الشدة والحدة... وموسى – عليه السلام – مع ما تميز به أخوه هارون عليه من هذه الصفات لم يحقد على أخيه، ولم ينظر إليه على أنه أفضل منه، إنما جعل صفات أخيه مكملة لصفاته، والجميع من أجل أداء الرسالة وتبليغها على وجهها الأكمل، فلم ينظر إلى نفسه ونجاحه هو، وإنما إلى نجاح المهمة التي كلفه الله بها. ويجب أن يشيع هذا الخلق بين الناس، فإن رأيت خصلة خير في غيرك، أو وجها من وجوه الكمال في غيرك، فاحمد الله عليها، واعلم أنها سيعود عليك نفعها، وستجبر ما عندك من نقص فلا تحقد عليه؛ لأنه سيتحمل ما فيك من قصور، وتنتفع أنت بخيره.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.