الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{هَٰرُونَ أَخِي} (30)

{ واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي } الوزير من الوزر ، لأنه يتجمل عن الملك أوزاره ومؤنه . أو من الوزر ، لأن الملك يعتصم برأيه ويلجيء إليه [ في ] أموره . أو من المؤازرة وهي المعاونة . عن الأصمعي قال : وكان القياس أزيراً ، فقلبت الهمزة إلى الواو ، ووجه قلبها أنّ فعيلاً جاء في معنى مفاعل مجيئاً صالحاً ، كقولهم : عشير وجليس وقعيد وخليل وصديق ونديم ، فلما قلبت في أخيه قلبت فيه وحمل الشيء على نظيره ليس بعزيز ، ونظراً إلى يوازر وأخواته ، وإلى الموازرة . { وَزِيراً } و { هارون } مفعولاً قوله { واجعل } قدم ثانيهما على أولهما عناية بأمر الوزارة . أو { لّى وَزِيراً } مفعولاه ، وهارون عطف بيان للوزير .

و { أَخِى } في الوجهين بدل من هارون ، وإن جعل عطف بيان آخر جاز وحسن .