و " هَارونَ " بدل{[23979]} من " وَزِيراً " وجوَّز أبو البقاء أن يكون " هَارُونَ " عطف بيان ل " وَزيراَ " {[23980]} . ولم يذكر الزمخشري غيره{[23981]} . ولما حكى أبو حيان هذا لم يعقبه بنكير ، وهو عجب منه فإنَّ عطفَ البيان يُشترط فيه التوافق تعريفاً وتنكيراً{[23982]} ، وقد عرفت أن وزيراً نكرة ، وهارون معرفة .
والزمخشري قد تقدَّم له مثل ذلك في قوله تعالى : { فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ }{[23983]} ، وتقدم الكلام معه هناك ، وهو عائد هنا{[23984]} .
ويجوز أن يكون " هارون " منصوباً بفعل محذوف كأنه قال : " أخصُّ من بينهم هارون من بين أهلي{[23985]} ويجوز أن يكون " وَزيراً " مفعولاً ثانياً و " هارُونَ " هو الأول{[23986]} ، وقدم الثاني عليه اعتناء بأمر{[23987]} الوزارة{[23988]} . وعلى هذا فقوله : " لِي " يجوز أن يتعلق بنفس الجعل ، وأن يتعلق بمحذوف على أنه حال من " وَزِيراً " {[23989]} إذ هو في الأصل صفة{[23990]} له{[23991]} ، و " من أهلي " على ما تقدم من وجهيه{[23992]} ويجوز أن يكون " وزيرا " مفعولاً{[23993]} أول ، و " مِنْ{[23994]} أهْلِي " هو الثاني . وقوله : " لِي " مثل قوله : { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }{[23995]} يعنون أنه به يتم المعنى . ذكر ذلك أبو البقاء{[23996]} .
ولما حكاه{[23997]} أبو حيان لم يعقبه بنكير ، وهو عجب ، لأن شرط المفعولين في باب النواسخ صحة انعقاد الجملة الاسمية ، وأنت لو ابتدأت بوزيرٍ{[23998]} وأخبرت عنه ب ( مِنْ أَهْلِي ){[23999]} لم يجز ، إذ{[24000]} لا مسوِّغ للابتداء به{[24001]} . و " أَخي " بدل أو عطف بيان ل " هَارُونَ " {[24002]} .
وقال{[24003]} الزمخشري : وإن جعل{[24004]} عطف بيان آخر جازِ وحَسُن{[24005]} .
قال أبو حيَّان : ويبعُدُ فيه عطفُ البيان ، لأن عطف البيانِ الأكثر فيه أن{[24006]} يكون الأول دونه في الشهرة ، وهذا بالعكس{[24007]} .
قال شهاب الدين : لم يُرِد الزمخشري أنَّ " أَخِيط عطفُ بيان ل " هَارُونَ " حتى يقول الشيخ{[24008]} : إن الأول وهو " هَاروُنَ " أشهر من الثاني وهو " أخِي " ، إنما{[24009]} عنى الزمخشري أنه عطفٌ بيان أيضاً ل " وزيراً " {[24010]} ، ولذلك{[24011]} قال{[24012]} : آخر ، ولا{[24013]} بد من الإتيان بلفظه ليعرف أنه لم يرد إلا ما ذكرته{[24014]} .
قال{[24015]} : " وَزيراً " و هَارُونَ " مفعولاً{[24016]} قوله : : اجْعَلْ " ، أوْ " لي وَزِيراً : معفولاه{[24017]} ، و " هَارونَ " عطفُ بيان للوزير ، و " أخِي " في الوجهين بدل من " هَاروُنَ " ، وإن جعل عطف بيان آخر جازَ وحَسُنَ{[24018]} فقوله : ( آخر ) يُعَينُ أن يكون عطفَ بيان لما جُعِل عنه عطف بيان قبل ذلك .
وجوَّز الزمخشري ( في " أَخِي " ){[24019]} أن يرتفع بالابتداء ، ويكون خبره الجملة من قوله
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.