معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

قوله تعالى : { أم لهم سلم } مرقى ومصعد إلى السماء ، { يستمعون فيه } يعني يستمعون عليه الوحي ، كقوله : { ولأصلبنكم في جذوع النخل }( طه-71 ) يعني : عليها ، أي : ألهم سلم يرتقون به إلى السماء ، فيستمعون الوحي ويعلمون أن ما هم عليه حق بالوحي ، فهم مستمسكون به كذلك ؟ { فليأت مستمعهم } إن ادعوا ذلك . { بسلطان مبين } حجة بينة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

ثم يهبط بهم درجة أخرى فيسألهم إن كانت لهم وسيلة للإستماع إلى مصدر التنزيل :

( أم لهم سلم يستمعون فيه ? فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) .

إن محمدا [ صلى الله عليه وسلم ] يقول لهم : إنه رسول يوحى إليه ، وإن هذا القرآن يتنزل عليه من الملأ الأعلى . وهم يكذبونه فيما يقول . فهل لهم سلم يستمعون فيه ، فيعلموا أن محمدا لا يوحى إليه ، وأن الحق غير ما يقول ? : ( فليأت مستمعهم بسلطان مبين ) . أي ببرهان قوي يحمل في ذاته سلطانا على النفوس يلجئها إلى التصديق . وفي هذا تلميح إلى سلطان القرآن الذي يطالعهم في آياته وحججه ، وهم يكابرون فيها ويعاندون !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

وقوله : { أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } أي : مرقاة إلى الملأ الأعلى ، { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ } أي : فليأت الذي يستمع لهم بحجة ظاهرة . على صحة ما هم فيه من الفعال والمقال ، أي : وليس لهم سبيل إلى ذلك ، فليسوا على شيء ، ولا لهم دليل .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

وقوله : أَمْ لَهُمْ سُلّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ يقول : أم لهم سلم يرتقون فيه إلى السماء يستمعون عليه الوحي ، فيدّعون أنهم سمعوا هنالك من الله أن الذي هم عليه حقّ ، فهم بذلك متمسكون بما هم عليه .

وقوله : فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ يقول : فإن كانوا يدّعون ذلك فليأت من يزعم أنه استمع ذلك ، فسمعه بسلطان مبين ، يعني بحجة تبين أنها حقّ ، كما أتى محمد صلى الله عليه وسلم بها على حقيقة قوله ، وصدقه فيما جاءهم به من عند الله . والسّلّم في كلام العرب : السبب والمرقاة ومنه قول ابن مقبل :

لا تُحْرِزِ المَرْءَ أَحْجاءُ الْبِلادِ وَلا *** تُبْنَى لَهُ في السّمَواتِ السّلالِيمُ

ومنه قوله : جعلت فلانا سَلّما لحاجتي : إذا جعلته سببا لها .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

والسلم : السبب الذي يصعد به كان ما كان من خشب أو بناء أو حبال . ومنه قول ابن مقبل : [ البسيط ]

لا تحرز المرء أحجاء البلاد ولا . . . تبنى له في السماوات السلاليم{[10658]}

وحكى الرماني قال : لا يقال سلم لما يبنى من الأدراج ، وإنما السلم المشبك ، وبيت الشعر يرد عليه ، والمعنى : ألهم { سلم } إلى السماء { يستمعون فيه } أي عليه ومنه ، وهذه حروف يسد بعضها مسد بعض{[10659]} ، والمعنى : يستمعون الخبر{[10660]} بصحة ما يدعونه فليأتوا بالحجة المبينة في ذلك .


[10658]:البيت لتميم بن أبي بن مُقبل العجلاني، وهو في اللسان، وتُحرز: تصون وتحفظ، والأحجاء: النواحي، مثل الأرجاء، والواحد فيهما حجا ورجا مقصور، ويُروى: أعناء البلاد، والأعناء أيضا النواحي والجوانب، والواحد فيهما حجا ورجا مقصور، ويُروى: أعناء البلاد، والأعناء أيضا النواحي والجوانب، والواحد عِنو، والسلاليم سُلما لأنه يُسلم الإنسان إلى حيث يريد، وقد احتاج الشاعر إلى زيادة الياء في "السلاليم" حتى يسلم الوزن.
[10659]:ومثل هذا كثير، ومنه قوله تعالى:{ولأصلبنكم في جذوع النخل}، أي: على جذوع النخل، وهذا تقدير الأخفش، وأما أبو عبيدة فقدّره:"يستمعون به".
[10660]:يعني أن(يستمعون) لها مفعول محذوف تقديره: الخبر، وقد جاءت هذه الجملة في بعض الأصول:"يستمعون الجن".