فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ لَهُمۡ سُلَّمٞ يَسۡتَمِعُونَ فِيهِۖ فَلۡيَأۡتِ مُسۡتَمِعُهُم بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (38)

{ أم لهم سلم يستمعون فيه ؟ } أي بل أيقولون : أن لهم سلما ومرقى منصوبا إلى السماء يصعدون به ، ويستمعون فيه كلام الملائكة ، وما يوحى إليهم ، ويصلون به إلى علم الغيب كما يصل إليه محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الوحي ؟ حتى تمكنهم منازعة النبي صلى الله عليه وسلم بزعمهم ، وهذا الزعم منهم على سبيل الفرض والتقدير ، ولم يقع منهم بالفعل لأنهم لما كانوا على حالة المعاندة والمعارضة كأنهم ادعوا ذلك ؛ وقيل في معنى على أي يستمعون عليه كقوله { ولأصلبنكم في جذوع النخل } قاله الأخفش ، وقال أبو عبيدة : يستمعون به وقال الزجاج : المعنى أنهم كجبريل الذي يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ، وقيل : أي صاعدين فيه .

{ فليأت مستمعهم } إن ادعى ذلك { بسلطان مبين } أي بحجة ظاهرة واضحة بينة