{ أُوْلََئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً } . .
يعني جلّ ثناؤه بقوله : { أُولَئِكَ } : هؤلاء الذين اتخذوا الشيطان وليا من دون الله ، { مَأْوَاهُمْ جَهَنّمُ } يعني : مصيرهم الذي يصيرون إليه جهنم ، { وَلا يَجِدُونَ عَنْها مْحيصا } يقول : لا يجدون عن جهنم إذا صيرهم الله إليها يوم القيامة ، معدلاً يعدلون إليه ، يقال منه : حاص فلان عن هذا الأمر يَحِيص حَيْصا وحُيُوصا : إذا عدل عنه ، ومنه خبر ابن عمر أنه قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيهم ، فلقينا المشركين فحِصْنا حَيْصَةً¹ وقال بعضهم : فجاضوا جيضة ، والحيص والجيض متقاربا المعنى .
ثم أخبر تعالى بمصير المتخذين الشيطان ولياً وتوعدهم بأن { مأواهم جهنم } ، ولا يدافعونها بحيلة ، ولا يعدلون عنها ، ولا ينحرفون ولا يتروغون ، و «المحيص » مفعول من حاص إذا راغ ونفر ، ومنه قول الشاعر [ جعفر بن علبة الحارثي ] : [ الطويل ]
وَلَمْ أَدْرِ إنْ حِصْنَا مِنَ الْمَوْتِ حِيصَةً كَمِ العُمْرُ باقٍ والْمَدَى مُتَطَاوِلُ{[4289]}
ومنه الحديث ، فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب ، يقال حاص الرجل من كذا ، وجاض بالجيم والضاد المنقوطة إذا راغ بنفور ، ولغة القرآن الحاء والصاد غير منقوطة{[4290]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.