الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنۡهَا مَحِيصٗا} (121)

و { عَنْهَا } : يجوز أن يتعلَّق بمحذوف : إمَّا على الحال من " محِيصاً " لأنه في الأصلِ صفةُ نكرةٍ قُدِّمَتْ عليها ، وإمَّا على التبيين أي : أعني عنها ، ولا يجوزُ تعلُّقُه بمحذوفٍ ؛ لأنه لا يتعدَّى ب " عن " ولا ب " محيصاً " ، وإنْ كان المعنى عليه لأنَّ المصدرَ لا يتقدَّمُ معمولُه عليه ، ومَنْ يُجَوِّزُ ذلك يُجَوِّزُ تَعَلُّق " عن " به . والمحيصُ : اسمُ مصدر من حاصَ يَحِيص إذا خَلَص ونَجا ، وقيل : هو الزَّوَغَان بنُفُور ، ومنه قولُه :

ولم نَدْرِ إنْ حِصْناً من الموت حَيْصَةً *** كم العمرُ باقٍ والمَدَى مُتَطاوِلُ

ويروي : " جِضْنا " بالجيم والضاد المعجمة ، ومنه : " وقعوا في حَيْصَ بَيْصَ " وحاصَ باصَ ، أي : وقعوا في أمرٍ يَعْسَرُ التخلُّص منه ، ويقال : مَحِيص ومَحاص قال :

أتَحِيصُ من حُكْمِ المَنِيَّةِ جاهداً *** ما للرجال عن المَنونِ مَحاصُ

ويقال : حاصَ يَحُوص حَوْصاُ وحِياصاً أي : زَايَل المكانَ الذي كان فهي ، والحَوْصُ : ضيق مؤخر العين ومنه الأحْوَصُ .