( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا : سحاب مركوم ) . .
أي أنه إذا أرسل عليهم العذاب في صورة قطعة من السماء تسقط عليهم وفيها الهلاك ، قالوا وهم يرونها تسقط : ( سحاب مركوم ) . . فيه الماء والحياة ! عنادا منهم أن يسلموا بالحق ، ولو كان السيف على رقابهم كما يقولون ! ولعله يشير بهذا إلى قصة عاد . وقولهم حين رأوا سحابة الموت والدمار : ( عارض ممطرنا ) . . حيث كان الرد : ( بل هو ما استعجلتم به : ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها ) . .
القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِن يَرَوْاْ كِسْفاً مّنَ السّمَآءِ سَاقِطاً يَقُولُواْ سَحَابٌ مّرْكُومٌ * فَذَرْهُمْ حَتّىَ يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ الّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } .
يقول تعالى ذكره : وإن ير هؤلاء المشركون قِطْعا من السماء ساقطا ، والكِسْف : جمع كِسْفة ، مثل التمر جمع تمرة ، والسّدْر جمع سِدْرة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : كِسْفا يقول : قِطْعا .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَإنْ يَرْوا كِسْفا يقول : وإن يروا قِطْعا مِنَ السّماءِ ساقِطا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ يقول جلّ ثناؤه : يقولوا لذلك الكِسْف من السماء الساقط : هذا سحاب مركوم ، يعني بقوله مركوم : بعضه على بعض .
وإنما عنى بذلك جلّ ثناؤه المشركين من قريش الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الاَيات ، فقالوا له : لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حتى تُفَجّرَ لنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعا . . . إلى قوله : عَلَيْنا كِسْفا ، فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإن ير هؤلاء المشركون ما سألوا من الاَيات ، فعاينوا كِسَفا من السماء ساقطا ، لم ينتقلوا عما هم عليه من التكذيب ، ولقالوا . إنما هذا سحاب بعضه فوق بعض ، لأن الله قد حتم عليهم أنهم لا يؤمنون . كما :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة يقولوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ يقول : لا يصدّقوا بحديث ، ولا يؤمنوا بآية .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَإنْ يَرَوْا كِسْفا مِنَ السّماءِ ساقِطا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ قال : حين سألوا الكِسْف قالوا : أسقط علينا كِسْفا من السماء إن كنت من الصادقين قال : يقول : لو أنا فعلنا لقالوا : سحاب مركوم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.