معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ} (38)

{ فلا أقسم } لا رد لكلام المشركين ، كأنه قال : ليس كما يقول المشركون أقسم . { بما تبصرون . }

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ} (38)

{ 38 - 52 } { فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ }

أقسم تعالى بما يبصر الخلق من جميع الأشياء وما لا يبصرونه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ} (38)

يقول تعالى مُقسمًا لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدالة على كماله في أسمائه وصفاته ، وما غاب عنهم مما لا يشاهدونه من المغيبات عنهم : إن القرآن كلامُه ووحيه وتنزيلُه على عبده ورسوله ، الذي اصطفاه لتبليغ الرسالة وأداء الأمانة ، فقال : { فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } يعني : محمدًا ، أضافه إليه على معنى التبليغ ؛ لأن الرسول من شأنه أن يبلغ عن المرسل ؛ ولهذا أضافه في سورة التكوير إلى الرسول الملكي : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ } وهذا جبريل ، عليه السلام .

ثم قال : { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } يعني : محمدًا صلى الله عليه وسلم { وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ } يعني : أن محمدا رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها ، { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } أي : بمتهم { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ } [ التكوير : 19 - 25 ] ، وهكذا قال هاهنا : { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ } ،

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَا تُبۡصِرُونَ} (38)

وقوله تعالى : { فلا أقسم } ، قال بعض النحاة «لا » زائدة والمعنى : فأقسم ، وقال آخرون منهم : «لا » رد لما تقدم من أقوال الكفار ، والبداءة { أقسم } وقرأ الحسن بن أبي الحسن : «فلأقسم » ، لام القسم معها ألف أقسم{[11299]} ، وقوله تعالى : { بما تبصرون وما لا تبصرون } . قال قتادة بن دعامة : أراد الله تعالى أن يعمم في هذا القسم جميع مخلوقاته . وقال غيره : أراد الأجساد والأرواح . وهذا قول حسن عام ، وقال ابن عطاء : «ما تبصرون » ، من آثار القدرة { وما لا تبصرون } من أسرار القدرة ، وقال قوم : أراد بقوله : { وما لا تبصرون } الملائكة .


[11299]:قال أبو الفتح في تخريج هذه القراءة: "هذا فعل الحال، وهناك مبتدأ محذوف، أي: لأنا أقسم، فدل ذلك على أن جميع ما في القرآن من الأقسام إنما هو على حاضر الحال"، وتبع الزمخشري أبا الفتح فيما قال، لكن أبا حيان الأندلسي عارضها فقال: "إنما ذهبا إلى ذلك لأنه فعل حال، وفي القسم عليه خلاف، والذي اختاره ابن عصفور وغيره أن فعل الحال لا يجوز أن يقسم عليه". (راجع المحتسب لابن جني، وتفسير الزمخشري، والبحر المحيط).