معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ} (218)

قوله تعالى : { الذي يراك حين تقوم } إلى صلاتك ، عن أكثر المفسرين . وقال مجاهد : الذي يراك أينما كنت . وقيل : حين تقوم لدعائهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ} (218)

ثم نبهه على الاستعانة باستحضار قرب الله ، والنزول في منزل الإحسان فقال : { الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } أي : يراك في هذه العبادة العظيمة ، التي هي الصلاة ، وقت قيامك ، وتقلبك راكعا وساجدا خصها بالذكر ، لفضلها وشرفها ، ولأن من استحضر فيها قرب ربه ، خشع وذل ، وأكملها ، وبتكميلها ، يكمل سائر عمله ، ويستعين بها على جميع أموره .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ} (218)

192

ثم يتوجه به [ صلى الله عليه وسلم ] إلى ربه ، يصله به صلة الرعاية الدائمة القريبة :

( وتوكل على العزيز الرحيم . الذي يراك حين تقوم . وتقلبك في الساجدين . إنه هو السميع العليم ) .

دعهم وعصيانهم ، متبرئا من أعمالهم ، وتوجه إلى ربك معتمدا عليه ، مستعينا في أمرك كله به . ويصفه - سبحانه - بالصفتين المكررتين في هذه السورة : العزة والرحمة . ثم يشعر قلب الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بالأنس والقربى . فربه يراه في قيامه وحده للصلاة ، ويراه في صفوف الجماعة الساجدة . يراه في وحدته ويراه في جماعة المصلين يتعهدهم وينظمهم ويؤمهم ويتنقل بينهم . يرى حركاته وسكناته ، ويسمع خطراته ودعواته : ( إنه هو السميع العليم ) . .

وفي التعبير على هذا النحو إيناس بالرعاية والقرب والملاحظة والعناية . وهكذا كان رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يشعر أنه في كنف ربه ، وفي جواره وقربه . وفي جو هذا الأنس العلوي كان يعيش . .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ} (218)

وصفه تعالى : ب { الذي يراك حين تقوم } مقصود به لازم معناه . وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم بمحل العناية منه لأنه يعلم توجهه إلى الله ويقبل ذلك منه ، فالمراد من قوله : { يَراك } رؤيةٌ خاصة وهي رؤية الإقبال والتقبل كقوله : { فإنك بأعيننا } [ الطور : 48 ] .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ} (218)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"الّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ" يقول: الذي يراك حين تقوم إلى صلاتك... عن مجاهد، قوله: "الّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ" قال: أينما كنت.

"وَتَقَلّبَكَ فِي السّاجِدِينَ" اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك؛ فقال بعضهم: معنى ذلك: ويرى تقلبك في صلاتك حين تقوم، ثم تركع، وحين تسجد... وقال آخرون: بل معنى ذلك: ويرى تقلبك في المصلين، وإبصارك منهم من هو خلفك، كما تبصر من هو بين يديك منهم... وقال آخرون: بل معنى ذلك: وتقلبك مع الساجدين، أي تصرفك معهم في الجلوس والقيام والقعود... وقال آخرون: بل معنى ذلك: ويرى تصرّفك في الناس...

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وتصرّفك في أحوالك كما كانت الأنبياء من قبلك تفعله، والساجدون في قول قائل هذا القول: الأنبياء...

وأولى الأقوال في ذلك بتأويله قول من قال تأويله: ويرى تقلبك مع الساجدين في صلاتهم معك، حين تقوم معهم وتركع وتسجد، لأن ذلك هو الظاهر من معناه. فأما قول من وجّهه إلى أن معناه: وتقلبك في الناس، فإنه قول بعيد من المفهوم بظاهر التلاوة، وإن كان له وجه، لأنه وإن كان لا شيء إلا وظله يسجد لله، فإنه ليس المفهوم من قول القائل: فلان مع الساجدين، أو في الساجدين، أنه مع الناس أو فيهم، بل المفهوم بذلك أنه مع قوم سجود، السجودَ المعروف، وتوجيه معاني كلام الله إلى الأغلب أولى من توجيهه إلى الأنكر. وكذلك أيضا في قول من قال: معناه: تتقلّب في أبصار الساجدين، وإن كان له وجه، فليس ذلك الظاهر من معانيه.

فتأويل الكلام إذن: وتوكل على العزيز الرحيم، الذي يراك حين تقوم إلى صلاتك، ويرى تقلبك في المؤتمين بك فيها بين قيام وركوع وسجود وجلوس.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{الذي يراك حين تقوم} {وتقلبك في الساجدين} في ظلمة الليل وحدك قائما وجالسا وعلى حالاتك، يراك {وتقلبك} أيضا {في الساجدين} في الصلاة مع الناس في الجماعة.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

ثم اتبع كونه رحيماً على رسوله ما هو من أسباب الرحمة: وهو ذكر ما كان يفعله في جوف الليل من قيامه للتهجد، وتقلبه في تصفح أحوال المتهجدين من أصحابه؛ ليطلع عليهم من حيث لا يشعرون، ويستبطن سر أمرهم، وكيف يعبدون الله، وكيف يعملون لآخرتهم...

التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي 741 هـ :

أي: حين تقوم في الصلاة، ويحتمل أن يريد سائر التصرفات.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ثم أتبع الأمر بالتوكل الوصف بما يقتضي الكفاية في كل ما ينوب من دفع الضر وجلب النفع، وذلك هو العلم المحيط المقتضي لجميع أوصاف الكمال، فقال: {الذي يراك} أي بصراً وعلماً {حين تقوم} من نومك من فرشك تاركاً لحبك، لأجل رضا ربك.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

ثم نبهه على الاستعانة باستحضار قرب الله، والنزول في منزل الإحسان فقال: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} أي: يراك في هذه العبادة العظيمة، التي هي الصلاة، وقت قيامك، وتقلبك راكعا وساجدا خصها بالذكر، لفضلها وشرفها..

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 217]

ثم يتوجه به [صلى الله عليه وسلم] إلى ربه، يصله به صلة الرعاية الدائمة القريبة:

(وتوكل على العزيز الرحيم. الذي يراك حين تقوم. وتقلبك في الساجدين. إنه هو السميع العليم).

دعهم وعصيانهم، متبرئا من أعمالهم، وتوجه إلى ربك معتمدا عليه، مستعينا في أمرك كله به. ويصفه -سبحانه- بالصفتين المكررتين في هذه السورة: العزة والرحمة. ثم يشعر قلب الرسول [صلى الله عليه وسلم] بالأنس والقربى. فربه يراه في قيامه وحده للصلاة، ويراه في صفوف الجماعة الساجدة. يراه في وحدته ويراه في جماعة المصلين يتعهدهم وينظمهم ويؤمهم ويتنقل بينهم. يرى حركاته وسكناته، ويسمع خطراته ودعواته: (إنه هو السميع العليم)..

وفي التعبير على هذا النحو إيناس بالرعاية والقرب والملاحظة والعناية. وهكذا كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يشعر أنه في كنف ربه، وفي جواره وقربه. وفي جو هذا الأنس العلوي كان يعيش..

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{يَراك} رؤيةٌ خاصة وهي رؤية الإقبال والتقبل كقوله: {فإنك بأعيننا} [الطور: 48].

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

أي: توكل على الذي يحبك، ويقدر عملك وعبادتك حين تقوم، والمعنى تقوم له سبحانه بالليل والناس نيام {وتقلبك في الساجدين} ونفهم من ذلك أنه يصح أن تقوم وحدك بالليل.

وقوله {الذي يراك حين تقوم} يرى حالك في هذا القيام، وما أنت عليه من الفرح، وسرعة الاستجابة لنداء الله في قوله: الله أكبر، يراك حين تقوم على حالة انشراح القلب والإقبال على الله والنشاط للعبادة، لا على حال الكسل والتراخي.

وإن أقبلت على الله أعطاك من الفيوضات ما يعوضك مكاسب الدنيا وتجارتها، إن تركتها لإجابة النداء.

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

من الهداية: -فضل قيام الليل وصلاة الجماعة لما يحصل للعبد من معية الله تعالى.