ثم دعاهم إلى التوبة عما صدر منهم ، وبين أنه يقبل التوبة عن عباده فقال : { أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ ْ } أي : يرجعون إلى ما يحبه ويرضاه من الإقرار لله بالتوحيد ، وبأن عيسى عبد الله ورسوله ، عما كانوا يقولونه { وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ْ } عن ما صدر منهم { وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ْ } أي : يغفر ذنوب التائبين ، ولو بلغت عنان السماء ، ويرحمهم بقبول توبتهم ، وتبديل سيئاتهم حسنات .
وصدر دعوتهم إلى التوبة بالعرض الذي هو غاية اللطف واللين في قوله : { أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ ْ }
لمّا توعّدهم الله أعقب الوعيد بالترغيب في الهداية فقال : { أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه } . فالتّوبة هي الإقلاع عمّا هو عليه في المستقبل والرجوعُ إلى الاعتقاد الحقّ . والاستغفار طلب مغفرة ما سلف منهم في الماضي والنّدمُ عمّا فرط منهم من سوء الاعتقاد .
وقوله { والله غفور رحيم } تذييل بثناء على الله بأنّه يغفر لمن تاب واستغفر ما سلف منه ، لأنّ { غفور رحيم } من أمثلة المبالغة يدلاّن على شدّة الغفران وشدّة الرّحمة ، فهو وعد بأنّهم إن تابوا واستغفروه رفَع عنهم العذَابَ برحمته وصفح عمّا سلف منهم بغفرانه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.