{ قُلْ } يا أيها الرسول لهؤلاء المكذبين ، إن طلبوا منك ما ليس لك ولا بيدك : { إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ } هذا نهاية ما عندي ، وأما الأمر فلله تعالى ، ولكني آمركم ، وأنهاكم ، وأحثكم على الخير وأزجركم عن الشر فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَعَلَيْهَا { وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ } أي : ما أحد يؤله ويعبد بحق إلا اللّه { الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } هذا تقرير لألوهيته ، بهذا البرهان القاطع ، وهو وحدته تعالى ، وقهره لكل شيء ، فإن القهر ملازم للوحدة ، فلا يكون قهارين متساويين في قهرهما أبدا . فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له ، وهو الذي يستحق أن يعبد وحده ، كما كان قاهرا وحده .
( قل : إنما أنا منذر ، وما من إله إلا الله الواحد القهار . رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ) . .
قل لأولئك المشركين ، الذين يدهشون ويعجبون ويقولون : ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً ? إن هذا لشيء عجاب )قل لهم : إن هذه هي الحقيقة : ( وما من إله إلا الله الواحد القهار ) . . وقل لهم : إنه ليس لك من الأمر ، وليس عليك منه إلا أن تنذر وتحذر ؛
هذا راجع إلى قوله : { وقال الكافرونَ هذا ساحِرٌ كذَّابٌ } [ ص : 4 ] إلى قوله : { أءُنزِلَ عليهِ الذكرُ من بيننا } [ ص : 8 ] ، فلما ابتدرهم الجواب عن ذلك التكذيب بأن نظَّر حالهم بحال الأمم المكذبة من قبلهم ولتنظير حال الرسول صلى الله عليه وسلم بحال الأنبياء الذين صبروا ، واستوعب ذلك بما فيه مقنع عاد الكلام إلى تحقيق مقام الرسول صلى الله عليه وسلم من قومه فأمره الله أن يقول : { إنمَّا أنا مُنذِرٌ } مقابل قولهم : { هذا ساحِرٌ كذَّابٌ } ، وأن يقول : { ما من إله إلا الله } مقابل إنكارهم التوحيد كقولهم : { أجَعَلَ الآلهة إلها واحداً } [ ص : 5 ] فالجملة استئناف ابتدائي . وذكر صفة الواحد تأكيد لمدلول { ما من إله إلا الله } إماء إلى رد إنكارهم . وذكر صفة { القهّار } تعريض بتهديد المشركين بأن الله قادر على قهرهم ، أي غلبهم . وتقدم الكلام على القهر عند قوله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده } في سورة [ الأنعام : 18 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.