( قالوا : بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ) . .
إن هذه الأصنام لا تسمع ولا تضر ولا تنفع . ولكنا وجدنا آباءنا يعكفون عليها ، فعكفنا عليها وعبدناها !
وهو جواب مخجل . ولكن المشركين لم يخجلوا أن يقولوه ، كما لم يخجل المشركون في مكة أن يفعلوه . فقد كان فعل الآباء لأمر كفيلا باعتباره دون بحث ؛ بل لقد كان من العوائق دون الإسلام أن يرجع المشركون عن دين آبائهم ، فيخلوا باعتبار أولئك الآباء ، ويقروا أنهم كانوا على ضلال . وهذا مالا يجوز في حق الذاهبين ! وهكذا تقوم مثل هذه الاعتبارات الجوفاء فى وجه الحق ، فيؤثرونها على الحق ، في فترات التحجر العقلي والنفسي والانحراف التي تصيب الناس ، فيحتاجون معها إلى هزة قوية تردهم إلى التحرر والانطلاق والتفكير .
{ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } يعني : اعترفوا بأن{[21754]} أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك ، وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون ، فهم على آثارهم يُهرعون .
قولهم { بَلْ وَجَدْنا آبـاءَنا كَذلكَ يَفْعَلُونَ } وذلك رجوع عن مـجحود، كقول القائل ما كان كذا بل كذا وكذا، ومعنى قولهم { وَجَدْنا آبـاءَنا كذلكَ يَفْعَلُونَ } وجدنا من قبلنا ولا يضرّون، يدلّ علـى أنهم بذلك أجابوه. قولهم من آبـائنا يعبدونها ويعكفون علـيها لـخدمتها وعبـادتها، فنـحن نفعل ذلك اقتداء بهم، واتبـاعا لـمنهاجهم.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.