معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَطُورِ سِينِينَ} (2)

{ وطور سينين } يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام ، وذكرنا معناه عند قوله : { وشجرة تخرج من طور سيناء }( المؤمنون- 20 ) .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَطُورِ سِينِينَ} (2)

{ وَطُورِ سِينِينَ } أي : طور سيناء ، محل نبوة موسى صلى الله عليه وسلم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَطُورِ سِينِينَ} (2)

ويقسم الله - سبحانه - على هذه الحقيقة بالتين والزيتون ، وطور سينين ، وهذا البلد الأمين ، وهذا القسم على ما عهدنا في كثير من سور هذا الجزء - هو الإطار الذي تعرض فيه تلك الحقيقة . وقد رأينا في السور المماثلة أن الإطار يتناسق مع الحقيقة التي تعرض فيه تناسقا دقيقا .

وطور سينين هو الطور الذي نودي موسى - عليه السلام - من جانبه . والبلد الأمين هو مكة بيت الله الحرام . . وعلاقتهما بأمر الدين والإيمان واضحة . . فأما التين والزيتون فلا يتضح فيهما هذا الظل فيما يبدو لنا .

وقد كثرت الأقوال المأثورة في التين والزيتون . . قيل : إن التين إشارة إلى طور تينا بجوار دمشق .

وقيل : هو إشارة إلى شجرة التين التي راح آدم وزوجه يخصفان من ورقها على سوآتهما في الجنة التي كانا فيها قبل هبوطهما إلى هذه الحياة الدنيا . وقيل : هو منبت التين في الجبل الذي استوت عليه سفينة نوح - عليه السلام .

وقيل في الزيتون : إنه إشارة إلى طور زيتا في بيت المقدس . وقيل : هو إشارة إلى بيت المقدس نفسه . وقيل : هو إشارة إلى غصن الزيتون الذي عادت به الحمامة التي أطلقها نوح عليه السلام - من السفينة - لترتاد حالة الطوفان . فلما عادت ومعها هذا الغصن عرف أن الأرض انكشفت وأنبتت !

وقيل : بل التين والزيتون هما هذان الأكلان الذان نعرفهما بحقيقتهما . وليس هناك رمز لشيء وراءهما . .

أو أنهما هما رمز لمنبتهما من الأرض . . .

وشجرة الزيتون إشير إليها في القرآن في موضع آخر بجوار الطور : فقال : ( وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ) . . كما ورد ذكر الزيتون : ( وزيتونا ونخلا ) . . فأما " التين " فذكره يرد في هذا الموضع لأول مرة وللمرة الوحيدة في القرآن كله .

ومن ثم فإننا لا نملك أن نجزم بشيء في هذا الأمر . وكل ما نملك أن نقوله - اعتمادا على نظائر هذا الإطار في السور القرآنية - : إن الأقرب أن يكون ذكر التين والزيتون إشارة إلى أماكن أو ذكريات ذات علاقة بالدين والإيمان . أو ذات علاقة بنشأة الإنسان في أحسن تقويم [ وربما كان ذلك في الجنة التي بدأ فيها حياته ] . . كي تلتئم هذه الإشارة مع الحقيقة الرئيسية البارزة في السورة ؛ ويتناسق الإطار مع الحقيقة الموضوعة في داخله . على طريقة القرآن . . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَطُورِ سِينِينَ} (2)

وقوله : وَطُورِ سِينِينَ اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : هو جبل موسى بن عمران صلوات الله وسلامه عليه ومسجده . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن قتادة ، عن قزعة ، قال : قلت لابن عمر : إني أريد أن آتي بيت المقدس وَطُورِ سِينِينَ فقال : لا تأت طور سينين ، ما تريدون أن تدعوا أثر نبيّ إلاّ وطئتموه . قال قتادة : وَطُورِ سِينِينَ : مسجد موسى صلى الله عليه وسلم .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، في قوله : وَطُورِ سِينِينَ قال : جبل موسى .

قال : ثنا عوف ، عن يزيد أبي عبدالله ، عن كعب ، في قوله : وَطُورِ سِينِينَ قال : جبل موسى صلى الله عليه وسلم .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : وَطُورِ سِينِينَ قال : هو الطّور .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَطُورِ سِينِينَ قال : مسجد الطور .

وقال آخرون : الطّور : هو كلّ جبل يُنْبِتُ . وقوله سِينِينَ : حسن . ذكر من قال ذلك :

حدثنا عمران بن موسى القزّاز ، قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : حدثنا عمارة ، عن عكرِمة ، في قوله : وَطُورِ سِينِينَ قال : هو الحسن ، وهي لغة الحبشة ، يقولون للشيء الحسن : سِينا سِينا .

حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن عُلَية ، عن أبي رجاء ، قال : سُئل عكرِمة ، عن قوله وَطُورِ سِينِينَ قال : طُور : جبل ، وسِينين : حَسَنٌ بالحبشية .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا الصباح بن محارب ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : صليت خلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه المغرب ، فقرأ في أوّل ركعة ( وَالتّينِ وَالزّيْتُونِ وطُورِ سِينِينَ ) قال : هو جبل .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت الحكم يحدّث ، عن عكرِمة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال : سواء عليّ نبات السهل والجبل .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال : الجبل .

حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا مُؤَمّل ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) : جبل .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مِهْران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وَطُورِ سِينِينَ ) الجبل .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن النضر ، عن عكرِمة ، قال : الطور : الجبل ، والسينين : الحسن ، كما ينبت في السهل ، كذلك ينبت في الجبل .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبيّ ، أما ( وَطُورِ سِينِينَ ) فهو الجبل ذو الشجر .

وقال آخرون : هو الجبل ، وقالوا : سينين : مبارك حسن . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وَطُورِ : الجبل وسِينِينَ قال : المبارك .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال : جبل مبارك بالشام .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال : جبل بالشام ، مُبارك حسن .

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب : قول من قال : طور سينين : جبل معروف ، لأن الطور هو الجبل ذو النبات ، فإضافته إلى سينين تعريف له ، ولو كان نعتا للطور ، كما قال من قال معناه حسن أو مبارك ، لكان الطور منوّنا ، وذلك أن الشيء لا يُضاف إلى نعته ، لغير علة تدعو إلى ذلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَطُورِ سِينِينَ} (2)

وأما { طور سينين } ، فلم يختلف أنه جبل بالشام كلم الله عليه موسى ، ومنه نودي ، وفيه مسجد موسى فهو الطور ، واختلف في قوله { سينين } ، فقال مجاهد وعكرمة : معناه حسن مبارك ، وقيل : معناه ذو الشجر ، وقرأ الجمهور بكسر السين «سِينين » ، وقرأ ابن أبي إسحاق وأبو رجاء بفتح السين وهي لغة بكر وتميم «سَينين » ، وقرأ عمربن الخطاب وطلحة والحسن وابن مسعود : «سِيناء » بكسر السين ، وقرأ أيضاً عمر بن الخطاب : «سَيناء » بالفتح ، وقيل معنى { سينين } : المبارك ، وقيل معنى { سينين } : شجر واحدتها سينية ، قاله الأخفش سعيد بن مسعدة .