قوله : { وَطُورِ سِينِينَ } الطُّور جبل ، و «سنين » اسم مكان ، فأضيف الجبل للمكان الذي هو به .
قال الزمخشريُّ{[60493]} : «ونحو «سينون يبرون » في جواز الإعراب بالواو والياء ، والإقرار على الياء ، وتحريك النون بحركات الإعراب » .
وقال أبو البقاء{[60494]} : هو لغة في «سيناء » . انتهى .
وقرأ العامة : بكسر السين ، وابن أبي إسحاق ، وعمرو بن ميمون ، وأبو رجاء{[60495]} بفتحها ، وهي لغة بكر وتميم .
وقرأ عمر بن الخطَّاب ، وعبيد الله ، والحسن ، وطلحة{[60496]} : سيناء بالكسر والمد .
وعمر - أيضاً - وزيد بن علي{[60497]} : بفتحها والمد .
قال عمر بن ميمون : صليتُ مع عُمرَ بن الخطَّاب - رضي الله عنه - العشاء ب «مكة » ، فقرأ : { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينَاءَ وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ } قال : وهكذا في قراءة عبد الله ، ورفع صوته تعظيماً للبيت ، وقرأ في الثانية ب { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ } ، و{ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ } . جمع بينهما{[60498]} . ذكره ابن الأنباري . [ وقد تقدم في «المؤمنين » ، وهذه لغات اختلفت في هذا الاسم السرياني على عادة العرب في تلاعبها بالأسماء الأعجمية ]{[60499]} .
وقال الأخفش : «سِيْنين » شجر ، الواحدة «السينينة » ، وهو غريب جداً غير معروف عند أهل التفسير [ وقال مجاهد : وطور جبل سينين ، أي : مبارك بالسريانية ، وهو قول قتادة والحسن{[60500]} .
وعن ابن عباس : سينين أي : حسن بلغة الحبشة ]{[60501]} .
وعن عكرمة قال : هو الجبل الذي نادى الله تعالى منه موسى عليه السلام{[60502]} .
وقال مقاتل والكلبي : «سِيْنين » كل جبل فيه شجرٌ وثمرٌ ، فهو سينين وسيناء ، بلغة النبط{[60503]} .
وقال أبو علي : «سينين » : «فعليل » ، فكررت اللام التي هي نون فيه ، كما كررت في «زحليل » للمكان الزلق ، و«كرديدة » : للقطعة من التمر ، وخنديدة : للطويل .
ولم ينصرف «سينين » كما لم ينصرف «سيناء » لأنه جعل اسماً لبقعة ، أو أرض ، ولو جعل اسماً للمكان ، أو المنزل ، أو اسم مذكر لانصرف ، لأنك سميت مذكراً بمذكر .
وإنما أقسم بهذا الجبل ، لأنه بالسَّنام والأرض المقدسة ، وقد بارك الله فيهما ، كما قال : { إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } [ الإسراء : 1 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.