{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ } وهم القبيلة المشهورة سكان الحجر الذين أرسل الله إليهم رسوله صالحا عليه السلام ، ينهاهم عما هم عليه من الشرك ، ويأمرهم بالتوحيد ، فردوا دعوته وكذبوه وكذبوا ما أخبرهم به من يوم القيامة ، وهي القارعة التي تقرع الخلق بأهوالها ، وكذلك عاد الأولى سكان حضرموت حين بعث الله إليهم رسوله هودا عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى عبادة الله [ وحده ] فكذبوه وكذبوا بما أخبر{[1206]} به من البعث فأهلك الله الطائفتين بالهلاك المعجل{[1207]} .
ويبدأ الحديث عن المكذبين به ، وما نالهم من الهول ، وما أخذوا به من القصم ، فذلك الأمر جد لا يحتمل التكذيب ، ولا يذهب ناجيا من يصر فيه على التكذيب :
( كذبت ثمود وعاد بالقارعة . فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية . وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية . سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما . فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية . فهل ترى لهم من باقية ? ) .
وهذا اسم جديد للحاقة . إنها فوق إنها تحق . . فهي تقرع . . والقرع ضرب الشيء الصلب والنقر عليه بشيء مثله . والقارعة تقرع القلوب بالهول والرعب ، وتقرع الكون بالدمار والحطم . وها هي ذي بجرسها تقعقع وتقرقع ، وتقرع وتفزع . . وقد كذبت بها ثمود وعاد .
وقوله : كَذّبَتْ ثَمُودُ وعادٌ بالقارِعَةِ يقول تعالى ذكره : كذّبت ثمود قوم صالح ، وعاد قوم هود بالساعة التي تقرع قلوب العباد فيها بهجومها عليهم . والقارعة أيضا : اسم من أسماء القيامة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : كَذّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بالقارِعَةِ أي بالساعة .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : كَذّبَتْ ثَمُودُ وعادٌ بالقارِعَةِ قال : القارعة : يوم القيامة .
ثم ذكر تعالى تكذيب { ثمود وعاد } بهذا الأمر الذي هو حق مشيراً إلى أن من كذب بذلك ينزل عليه مثل ما نزل بأولئك . و { القارعة } من أسماء القيامة أيضاً ، لأنها تقرع القلوب بصدمتها ، و { ثمود } اسم عربي معرفة ، فإذا أريد به القبيلة لم ينصرف ، وإذا أريد به الحي انصرف ، وأما { عاد } : فكونه على ثلاثة أحرف ساكن الوسط دفع في صدر كل علة فهو مصروف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.