نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ} (4)

{[67859]}ولما ذكر حال من هلك{[67860]} من الأمم السالفة بسوء تكذيبهم وقبيح عنادهم ، أتبع ذلك بذكر الوعيد الأخراوي{ يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية }[ الحاقة : 18 ] ثم عاد الكلام إلى ما بنيت عليه سورة { ن والقلم } من تنزيهه صلى الله عليه وسلم وتكريمه مقسماً على ذلك{ إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر - ولا بقول كاهن{[67861]} قليلاً ما تذكرون{[67862]} }[ الحاقة : 41 ، 42 ] و{[67863]}انتهى نفي{[67864]} ما تقوله منصوصاً على نزاهته عن{[67865]} كل خلة منها في السورتين{ ما أنت بنعمة ربك بمجنون }[ القلم : 2 ] وما الذي جئت به بقول شاعر ولا بقول كاهن بل هو تنزيل من رب العالمين ، وأنه لتذكرة للمتقين وإنه لحق اليقين ، فنزه ربك وقدسه من عظيم ما ارتكبوه - انتهى{[67866]} . فلما بلغ التهويل حده ، وكان سبب الإنكار للساعة ظن عدم القدرة عليها مطلقاً{[67867]} أو لعدم العلم بالجزئيات ، قال دالاً على تمام القدرة والعلم{[67868]} {[67869]}بالكليات والجزئيات{[67870]} ، محذراً من {[67871]}أنكرها بأنه{[67872]} قادر على تعجيل الانتقام ولكنه لإكرامه لهذه{[67873]} الأمة أخر عذابها إلى الآخرة إلا لمن كان منهم من الخواص فإنه يظهرهم في الدنيا ليتم نعيمهم بعد الموت بادئاً بأشد القبائل تكذيباً بالبعث لكون ناقتهم أول دليل على القدرة عليه ، وقالوا مع ذلك{ أبشر منا واحداً نتبعه }[ القمر : 24 ] إلى أن قالوا :{ بل هو كذاب أشر }[ القمر : 25 ] وقالوا في التكذيب بها{[67874]}{ أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون هيهات هيهات لما توعدون إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت }[ المؤمنون : 35 ، 36 ، 37 ] - الآيات ، فإن الامر فيهم دائر بين عاد وثمود : { كذبت ثمود } وتقديمهم أيضاً من حيث أن بلادهم أقرب إلى قريش ، وواعظ{[67875]} القرب أكبر وإهلاكهم بالصيحة وهي أشبه بصيحة النفخ في الصور المبعثر لما في القبور { وعاد } وكان الأصل أن يقال : بها ، ولكنه أظهرها بوصف زادها عظماً وهولاً فقال : { بالقارعة * } أي التي{[67876]} تقرع ، أي تضرب ضرباً قوياً وتدق دقاً عنيفاً شديداً للأسماع وجميع العالم بانفطار السماوات{[67877]} وتناثر النيرات{[67878]} ونسف الجبال الراسيات ، فلا يثبت لذلك الهول شيء .


[67859]:- من ظ وم، وفي الأصل: كان حالين أهلك.
[67860]:- من ظ وم، وفي الأصل: كان حالين أهلك.
[67861]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67862]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[67863]:-من ظ وم، وفي الأصل: افقى-كذا.
[67864]:-من ظ وم، وفي الأصل: افقى-كذا.
[67865]:- من ظ وم، وفي الأصل: من.
[67866]:- زيد من ظ وم.
[67867]:- من ظ وم، وفي الأصل: مطلق.
[67868]:- زيد من ظ وم.
[67869]:- من ظ وم، وفي الأصل: والكليات.
[67870]:- من ظ وم، وفي الأصل: والكليات
[67871]:- من ظ وم، وفي الأصل: إنكارها فإنه.
[67872]:- من ظ وم، وفي الأصل: إنكارها فإنه.
[67873]:- من ظ وم، وفي الأصل: هذه.
[67874]:- زيد من ظ وم.
[67875]:-من ظ وم، وفي الأصل: أوعظ.
[67876]:- زيد من م.
[67877]:- زيد في الأصل وظ: الأرض، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67878]:- من ظ وم، وفي الأصل: النيران.