الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ} (4)

ذكر من كذب بالقيامة . والقارعة القيامة ، سميت بذلك لأنها تقرع الناس بأهوالها . يقال : أصابتهم قوارع الدهر ، أي أهواله وشدائده . ونعوذ بالله من قوارع فلان ولواذعه وقوارص لسانه ، جمع قارصة وهي الكلمة المؤذية . وقوارع القرآن : الآيات التي يقرؤها الإنسان إذا فزع من الجن أو الإنس ، نحو آية الكرسي ، كأنها تقرع الشيطان . وقيل : القارعة مأخوذة من القرعة في رفع قوم وحط آخرين ، قاله المبرد . وقيل : عنى بالقارعة العذاب الذي نزل بهم في الدنيا ، وكان نبيهم يخوفهم بذلك فيكذبونه . وثمود قوم صالح ، وكانت منازلهم بالحجر فيما بين الشام والحجاز . قال محمد بن إسحاق : وهو وادي القرى ، وكانوا عربا . وأما عاد فقوم هود ، وكانت منازلهم بالأحقاف . والأحقاف : الرمل بين عمان إلى حضر موت واليمن كله ، وكانوا عربا ذوي خلق وبسطة ، ذكره محمد بن إسحاق . وقد تقدم{[15284]} .


[15284]:راجع جـ 7 ص 236.