فجاءهم رسول منهم يعرفون أمانته وصدقه ، يدعوهم إلى أكمل الأمور ، وينهاهم عن الأمور السيئة ، فكذبوه وكفروا بنعمة الله عليهم ، فأذاقهم الله ضد ما كانوا فيه ، وألبسهم لباس الجوع الذي هو ضد الرغد ، والخوف الذي هو ضد الأمن ، وذلك بسبب صنيعهم وكفرهم وعدم شكرهم ، { وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } .
القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مّنْهُمْ فَكَذّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } .
يقول تعالى ذكره : ولقد جاء أهل هذه القرية التي وصف الله صفتها في هذه الآية التي قبل هذه الآية { رَسُولٌ مِنْهُمْ } يقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ، يقول : من أنفسهم يعرفونه ويعرفون نسبه وصدق لهجته ، يدعوهم إلى الحقّ وإلى طريق مستقيم . { فَكَذّبُوهُ } ولم يقبلوا منه ما جاءهم به من عند الله . { فَأخَذَهُمُ العَذَابُ } وذلك لباس الجوع والخوف مكان الأمن والطمأنينة والرزق الواسع الذي كان قبل ذلك يرزقونه ، وقْتل بالسيف . { وَهُمْ ظالِمُونَ } يقول : وهم مشركون ، وذلك أنه قتل عظماؤهم يوم بدر بالسيف على الشرك .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : { وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ } ، إي والله ، يعرفون نسبه وأمره . { فَكَذّبُوه فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ وَهُم ظَالِمُون } ، فأخذهم الله بالجوع والخوف والقتل .
والضمير في { جاءهم } ، لأهل مكة ، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، و { العذاب } ، الجوع وأمر بدر ونحو ذلك إن كان التمثيل بمكة وكانت الآية مدنية ، وإن كانت مكية فهو الجوع فقط ، وذكر الطبري أنه القتل ببدر ، وهذا يقتضي أن الآية نزلت بالمدينة ، وإن كان التمثيل بمدينة قديمة غير معينة ، فيحتمل أن يكون الضمير في { جاءهم } لأهل تلك المدينة ، ويكون هذا مما جرى فيها كمدينة شعيب وغيره ، ويحتمل أن يكون الضمير المذكور لأهل مكة وتأمل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.