فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡهُمۡ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ} (113)

{ وَلَقَدْ جَاءهُمْ } ، يعني : أهل مكة ، { رَسُولٌ مِّنْهُمْ } ، أي : من جنسهم يعرفونه ويعرفون نسبه ، فأمرهم بما فيه نفعهم ونهاهم عما فيه ضررهم . { فَكَذَّبُوهُ } ، فيما جاء به . { فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ } النازل بهم من الله سبحانه ، { وَهُمْ } ، أي : والحال أنهم في حال أخذهم العذاب لهم { ظَالِمُونَ } لأنفسهم ، بإيقاعها في العذاب الأبدي ، ولغيرهم بالإضرار لهم ، وصدهم عن سبيل الله .

وهذا الكلام من تمام المثل المضروب . وقيل : إن المراد بالعذاب هنا هو الجوع الذي أصابهم ، وقيل : القتل يوم بدر ، والأول أولى .