وقوله : هَمّازٍ يعني : مغتاب للناس يأكل لحومهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : هَمّازٍ يعني الاغتياب .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة هَمّازٍ : يأكل لحوم المسلمين .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله هَمّازٍ قال : الهماز : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، وليس باللسان ، وقرأ : { وَيْلٌ لِكُلّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } الذي يلمز الناس بلسانه ، والهمز أصله الغمز ، فقيل للمغتاب : هماز ، لأنه يطعن في أعراض الناس بما يكرهون ، وذلك غمز عليهم .
وقوله : مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ يقول : مشاء بحديث الناس بعضهم في بعض ، ينقل حديث بعضهم إلى بعض . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعد ، عن قتادة ، هَمّازٍ : يأكل لحوم المسلمين ، مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ : ينقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ : يمشي بالكذب .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الكلبي ، في قوله : مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ قال : هو الأخنس بن شريق ، وأصله من ثقيف ، وعداده في بني زُهْرة .
والهماز : الذي يقع في الناس ، وأصل الهمز في اللغة : الضرب طعناً باليد أو بالعصا أو نحوه ، ثم استعير للذي ينال بلسانه ، قال المنذر بن سعيد : وبعينه وإشارته ، وسميت الهمزة ، لأن في النطق بها حدة ، وعجلة ، فأشبهت الهمز باليد . وقيل لبعض العرب : أتهمز الفأرة ؟ قال : الهرة تهمزها ، وقيل لآخر أتهمز إسرائيل : فقال : إني إذاً لرجل سوء . والنميم : مصدر كالنميمة . وهو نقل ما يسمع مما يسوء ويحرش النفوس . وروى حذيفة أن النبي قال : «لا يدخل الجنة قتات »{[11239]} ، وهو النمام ، وذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه الأوصاف هي أجناس لم يرد بها رجل بعينه ، وقالت طائفة : بل نزلت في معين ، واختلف فيه ، فقال بعضها : هو الوليد بن المغيرة ، ويؤيد ذلك غناه ، وأنه أشهرهم بالمال والبنين ، وقال الشعبي وغيره : هو الأخنس بن شريق ، ويؤيد ذلك أنه كانت له هنة في حلقه كزنمة الشاة ، وأيضاً فكان من ثقيف ملصقاً في قريش ، وقال ابن عباس في كتاب الثعلبي : هو أبو جهل ، وذكر النقاش : عتبة بن ربيعة ، وقال مجاهد : هو الأسود بن عبد يغوث ، وظاهر اللفظ عموم من هذه صفته ، والمخاطبة بهذا المعنى مستمرة باقي الزمن ، لا سيما لولاة الأمور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.