فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ} (11)

{ هماز } هو المغتاب للناس ، قال زيد هو الذي يهمز بأخيه ، وقيل الهماز العياب ، وقيل الهماز الذي يذكر الناس في وجوههم ، واللماز الذي يذكرهم في مغيبهم ، كذا قال أبو العالية والحسن وعطاء بن أبي رباح ، وقال مقاتل : عكس هذا ، وقيل الهماز الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللمز باللسان ، وقيل الهمز كاللمز وَزْناً ومعنى ، وبابه ضرب ، وهمزات الشيطان خطراته التي يخطرها بقلب الإنسان .

{ مشّاء بنميم } هو الذي يمشي بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم ، يقال نم ينم إذا سعى بالفساد بين الناس ، وقيل النميم جمع نميمة ، أي نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية والإفساد بينهم ( {[1614]} ) .


[1614]:وقد ثبت في "الصحيحين" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال:"إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة". وفي "الصحيحين" أيضا من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يدخل الجنة قتان" أي: نمام، كما في رواية أخرى لمسلم.