نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{هَمَّازٖ مَّشَّآءِۭ بِنَمِيمٖ} (11)

ولما كان كل{[67454]} من اتصف بصفة ، أحب أن يشاركه الناس فيها{[67455]} أو يقاربوه ، لا سيما إن كانت تلك الصفة دنية ليسلم من العيب أو الانفراد به ، ولأن الشيء لما داناه ألف قال : { هماز } أي كثير العيب للناس في غيبتهم ، وقال الحسن : هو الذي يغمز بأخيه في المجلس ، أي لأن الهمز العض والعصر{[67456]} والدفع - من المهماز الذي يطعن به{[67457]} في بطون الدواب ، وهو مخصوص بالغيبة كما أن اللمز مخصوص بالمواجهة .

ولما كانت النميمة - وهي نقل الحديث على وجه السعاية - أشد الهمز{[67458]} أفاد أنه يفعله ولا يقتصر على مجرد النقل ، بل يسعى به إلى غيره وإن بعد{[67459]} فقال تعالى{[67460]} : { مشاء } أي كثير المشي { بنميم } أي ينقل ما قاله الإنسان في آخر{[67461]} وأذاعه سراً ، لا يريد صاحبه إظهاره ، على وجه الإفساد للبين ، مبالغ في ذلك بغاية جهده .


[67454]:- سقط من ظ وم.
[67455]:- زيد من ظ وم.
[67456]:- من ظ وم، وفي الأصل: العرض.
[67457]:- زيد من م.
[67458]:- من ظ وم، وفي الأصل: اللمر.
[67459]:- زيد من ظ وم.
[67460]:- زيد في الأصل: مبينا، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[67461]:- زيد من ظ وم.