قوله { هَمَّازٍ } ، الهماز : مثال مبالغة من الهمز ، وهو في اللغة الضرب طعناً باليد والعصا ، واستعير للمغتاب الذي يغتاب الناس كأنه يضربهم بإيذائه .
قال ابن زيد : الهمَّاز : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم{[57570]} ، واللمّاز : باللسان .
وقيل الهمَّاز الذي يذكر الناس في وجوههم ، واللمَّازُ : الذي يذكرهم في مغيبهم .
وقال مقاتل بالعكس ، وقال مرة : هما سواء ، ونحوه عن ابن عباس وقتادة .
4811 - تُدْلِي بودٍّ إذَا لاقَيْتنِي كَذِباً*** وإنْ تغَيَّبْتُ كُنْتَ الهَامِزَ اللُّمَزَهْ{[57571]}
والنميم : قيل : هو مصدر النميمة .
وقيل : هو جمعها أي اسم جنس ك «تمرةٍ وتمرٍ » ، وهو نقل الكلام الذي يسوء سامعه ، ويحرش بين الناس .
وقال الزمخشري : والنميم والنميمة : السعاية ، وأنشدني بعض العرب : [ الرجز ]
4812 - تَشَبَّبِي تَشَبُّبَ النَّميمهْ*** تَمْشِي بِهَا زَهْراً إلى تَمِيْمَه
والمشاء : مثال مبالغة من المشي ، أي : يكثر السعاية بين الناس ليفسد بينهم ، يقال : نَمَّ يَنِمُّ نميماً ونَمِيمَة ، أي : يمشي ويسعى بالفسادِ .
وقال عليه الصلاة والسلام : «لا يَدخُلُ الجَنَّة نَمَّامٌ » .
والعتل : الذي يعتل الناس ، أي : يحملهم ، ويجرهم إلى ما يكرهون من حبس وضربٍ ومنه : { خُذُوهُ فاعتلوه }[ الدخان : 47 ] .
وقيل : العتل : الشديد الخصومة .
وقال أبو عبيدة : هو الفاحش اللئيم .
4813 - بِعُتُلٍّ مِنَ الرِّجالِ زَنِيمٍ*** غيْرِ ذِي نَجْدةٍ وغَيْرِ كَريمِ
ويقال : عَتَلْتُه وعَتنتُهُ باللام والنون . نقله يعقوب .
وقيل : العتل : الجافي الشديد في كفره .
وقال الكلبيُّ والفراء : هو الشديد الخصومة بالباطل .
قال الجوهري : ويقال : عَتَلْتُ الرجل أعْتِلُهُ وأعْتُلُهُ إذا جذبته جذباً عنيفاً . ورجل مِعْتَل - بالكسر - ، والعَتَل أيضاً : الرمح الغليظ ، ورجل عَتِلٌ - بالكسر - بين العتل ، أي سريع إلى الشَّر ويقال : لا أنعتل معك ، أي : لا أبرح مكاني .
وقال عبيد بن عمير : العتل : الأكول الشروب القوي الشديد يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة ، يدفع الملك من أولئك في جهنم بالدفعة الواحدة سبعين ألفاً .
والزنيم : الدعي بنسب إلى قوم ليس منهم .
قال حسانُ رضي الله عنه : [ الطويل ]
4814 أ- زَنِيمٌ تَداعَاهُ الرِّجالُ زِيادَةً*** كَمَا زيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكَارعُ
4814 ب - زَنِيمُ ليسَ يُعْرَفُ مَنْ أبُوهُ*** بَغِيُّ الأمِّ ذُو حسب لَئِيم
4815 - وأنْتَ زَنِيمٌ نيطَ في آلِ هَاشمٍ*** كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكبِ القَدَحُ الفَرْد
وأصله : من الزنمةِ ، وهي ما بقي من جلد الماعز معلقاً في حلقها يترك عند القطع ، فاستعير للدعي ، لأنه كالمعلق بما ليس منه .
تقدم القول في «الحلاف المَهين » ، عن الشعبي والسديِّ وابن إسحاقَ : أنه الأخنس بن شريق ، وعلى قول غيرهم : أنه الأسود بن عبد يغوث ، أو عبد الرحمن بن الأسود ، أو الوليد بن المغيرة ، أو أبو جهل بن هشام ، وتقدم تفسير «الهَمَّاز والمشَّاء بنميمٍ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.