- ثم قال تعالى : ( هماز )[ 11 ] .
أي {[69603]} : يهمز الناس- وأصله {[69604]} الغمز {[69605]}- أي : يعيبهم {[69606]} .
وقال ابن زيد : هو الذي [ يغمز ] {[69607]} الناس بيده [ ويضربهم ] {[69608]} وليس باللسان .
واللماز : الذي يذكرهم من ورائهم {[69609]} .
( وقيل : هما جميعا[ لمن ] {[69610]} يذكر الناس من ورائهم ) {[69611]} .
قال {[69612]} قتادة : ( هماز ) ( أي ) {[69613]} " يأكل لحوم المسلمين " {[69614]}
قال أبو عبيدة : " بعد ذلك " أي : مع ذلك . وقال والزنيم ( هو ) {[69615]} المعلق بالقوم [ وليس ] {[69616]} منهم .
وعن ابن عباس أيضا أن الزنيم : [ الظلوم ] {[69617]} .
وقال شهر بن حوشب {[69618]} : " هو [ الجلف ] {[69619]} الجافي {[69620]} الأكول الشروب من [ الحرام ] {[69621]} .
وقال عكرمة : " الزنيم : الذي يعرف باللوم كما تعرف الشاة بزنمتها {[69622]} " .
وقال أبو زين {[69623]} : هو الفاجر {[69624]} .
وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة {[69625]} .
وسئل ابن عباس عن الزنيم ، فقال هو " [ الدعي ] " {[69626]} .
واشتقاقه : الزنمة التي في حلق الشاة . كما يقال لمن يدخل في قوم وليس {[69627]} .
منهم : ِزعْنَفَة . والزعنفة : الجناح من أجنحة[ السمك {[69628]} ] .
ذكره {[69629]} المبرد بفتح [ الزاي ] {[69630]} ، وذكره غيره بالكسر .
وعن ابن عباس أيضا أن الزنيم هو رجل من قريش كانت له زنمة مثل زنمة الشاة {[69631]} .
وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال : ( عتل بعد ذلك ) ما عرفناه حتى قال ( زنيم ) فعرفناه ، وكانت له زنمتان[ كزنمتي ] {[69632]} الشاة .
وروى عنه ابن جبير أن الزنيم الذي يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها {[69633]} . وهو قول الشعبي {[69634]} .
العتل : الجافي الشديد في كفره . وكل قوي شديد[ جاف ] {[69635]} فالعرب تسميه عتلا {[69636]} .
وقال الفراء : العتل هنا : الشديد الخصومة بالباطل {[69637]} .
قال الشعبي : نزلت في [ الأخنس {[69638]} بن شريق ] {[69639]} .
وقال مجاهد : نزلت في الأسود بن عبد يغوث {[69640]} أو عبد الرحمن بن الأسود {[69641]} .
- ثم قال تعالى : ( مشاء بنميم )[ 11 ] .
أي : يسعى بالنمائم بي الناس .
قال ابن عباس : " بنميم : ينقل {[69642]} الكذب {[69643]} . يقال {[69644]} : نميم ونميمة {[69645]} " .
وقال قتادة : بنميم : " بنقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض " {[69646]} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة قتات " {[69647]} ، وهو النمام {[69648]} .
[69606]:- في الغريب لابن قتيبة: 478:" هماز: عياب".
[69609]:- أي أن اللمز يكون باللسان حسب قول ابن زيد, وانظر: قوله ففي جامع البيان 29/29.
[69611]:- ما بين قوسين ساقط من ب. وهذا القول حكاه القرطبي في تفسيره 18/232 عن مقاتل في أحد قوليه. ونحوه عن ابن عباس وقتادة.
[69614]:- جامع البيان 29/22, والدر 8/646.
[69616]:- م: ليس, وانظر: قول أبي عبيدة في مجازه 2/265.
[69617]:- في جميع النسخ: المظلوم. وما أثبت هو الذي في جامع البيان 29/26, وزاد المسير 8/333. والدر 8/249.
[69618]:- هو شهر بن حوشب الأشعري الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن,, صدوق, كثير الإرسال والأوهام. توفي سنة 112هـ. انظر التقريب1/355, والتهذيب 9/369, والأعلام 3/178.
[69619]:-م: الخلف, أ, الجافي." والجِلْفُ: الأحمق, وأصله من الجلف, هي الشاة المسلوخة التي قطع رأسها وقوائمها. ويقال للدَّن الفارغ أيضا جلف, شبه الأحمق بهما لضعف عقله" النهاية لابن الأثير1/287.
[69620]:- الجافي هو" الغليظ الخلقة والطبع" النهاية لابن الأثير1/281.
[69621]:-ساقط من م. وانظر قوله في جامع البيان 29/27.
[69622]:- المصدر السابق, وانظر ما قاله ابن كثير في تفسيره 4/432 في الجمع بين هذه الأقوال.
[69623]:- أ: أبو زين, ث: أبو رزيق, وأبو رزين, هو مسعود بن مالك. وقيل : ابن عبد الله- الكوفي, روى القراءة عن ابن مسعود وعلي رضي الله عنه, وعنه: الأعمش. انظر:طبقات ابن خياط, 155 حيث ذكر أنه توفي بعد الجماجم, والغاية لابن الجزري 2/296, والتقريب 2/422.
[69625]:-هو قول ابن عباس في الكشاف 4/142, وزاد المسير 8/331, ورغائب الفرقان 28/18, وقول مقاتل في تفسير الماوردي 4/280 , وحكاه القرطبي في تفسيره: 18/235 عن معظم المفسرين.
[69626]:- م: الداعي:ث الرعي. وانظر هذا القول في جامع البيان 29/25 وقاله الفراء في معانيه 3/173 وابن قتيبة في الغريب: 478.
[69630]:- م: الزاء. ذكره في الكامل 3/224 عن أبي الحسن الأخفش وأهل اللغة ثم قال:" والناس كلهم يقولون" زعنفة" بكسر الزاي, وهو "الوجه".
[69631]:- انظر جامع البيان 29/26, والدر 8/246.
[69632]:-م: كزنمتي, وانظر: رواية عكرمة عن ابن عباس في جامع البيان 29/26 وفيه" فعرفناه, له زنمة كزنمة الشاة" فذكرها مفردة كما في تفسير القرطبي 18/234 وابن كثير 4/432.
[69633]:- انظر جامع البيان 29/26 وأخرجه عن ابن جبير أيضا.
[69634]:-انظر: المشكل لابن قتيبة, ص 159, والدر 8/248.
[69636]:- انظر جامع البيان 29/23, وإعراب النحاس 5/9 واللسان: عتل.
[69638]:-هو أبي بن عمرو بن وهب الثقفي أبو ثعلبة, وإنما لقب الأخنس لأنه رجع ببني زهرة من بدر لما جاءهم الخبر أن سفيان نجا بالعير, فقيل: خنس الخنس ببني زهرة. أسلم وكان من المؤلفة قلوبهم, وشهد حنينا, ومات في أول خلافة عمر. انظر الإصابة1/23, وأسد الغابة 1/20.
[69639]:-م: الأخمس بن شرق. ث: الأخسر بن شريق. وهذا القول أورده في الدر 8/248 عن عامر الشعبي والسدي والكلبي, وأخرجه الطبري في جامع البيان 29/25 عن ابن عباس كأنه يحكيه عن غيره, وذكر فيه أنه كان حليف بني زهرة. وفسر ذلك محمد بن إسحاق بأنه العلة في وصفه. انظر: سيرة ابن هشام 1/386, وتفسير القرطبي 18/235.
[69640]:- هو الأسود بن عبد يغوث بن وهب أبو عبد الرحمن, كان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم. مات كافرا قيل الهجرة. انظر جمهرة الأنساب: 129, وأسد الغابة:3/323, والإصاية 4/151. وانظر : تفسير الماوردي 4/280, والكشاف 4/142, ولباب النقول, ص: 218, والدر8/248.
[69641]:-لا أدري هذا الشك من مجاهد أو مكي , ولم أجد رواية عن مجاهد ورد فيها هذا الشك, ولا رواية عنه أيضا أنها نزلت في عبد الرحمن بن الأسود. ولعله خطأ, فإن عبد الرحمن بن الأسود كان صحابيا فاضلا باعتبار مولده في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, ويقال إنه من كبار التابعين, وهذا يعني أن هذه الآية نزلت وهو صغير السن!؟ انظر: المصادر السابقة, وطبقات ابن خياط: 233, والتقريب 1/472.
[69647]:- أخرجه بهذا اللفظ البخاري في كتاب الأدب من صحيحه, باب ما يكره من النميمة ح: 6056, ومسلم في كتاب الإيمان, باب بيان غلظ تحريم النميمة, وأبو داود في كتاب الأدب, باب في القتات ح: 4871, والترمذي في كتاب البر والصلة, باب ما جاء في التمام. ح: 2095: كلهم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه. وفي رواية لمسلم"...نمام".
[69648]:- انظر جامع الأصول لابن الأثير8/451 قال:ط وهو الذي ينقل الحديث بين الناس ليوقع بينهم". وقال في النهاية 4/11: يقال: قَتَّ الحديث يَقُتُّه: إذا زوره وهيأه وسواه". وانظر: الفتح10/472-473.